2009/08/19

أنا حزين.. (6)..المجاملة.. طعمها لذيذ شرط ألا تبتلعها

(ياسر قشلق)
لطالما حاولت تلافي تقديم إجابةٍ عن سؤال بعض المقربين مني والمتعلق بالأسباب الكامنة وراء غوصي بالعمل السياسي، حيث اعتبرت أن إجابتي على هكذا سؤال ستكون «ساذجة» لا يمكن تبريرها بأي حالٍ من الأحوال، لكن السؤال مؤخّراً بات ملحّاً أكثر، خاصةً مع وصف بعضهم لتعاطي الإعلامي مع بعض الشخصيات والقضايا السياسية بأنه «حادٌ» وأحياناً «إشكالي»، الأمر الذي يفرض عليّ اليوم تقديم إجابةٍ، وإن مختصرة، على سؤالٍ كنت أرى أنه لا يعنيني.للحظةٍ من اللحظات تبدو سلسلة الأسئلة التي تبدأ بـ«لماذا» تعمل بالسياسة؟ ولا تنتهي بـ«ماذا» ستضيف؟ مُبررةٌ منطقياً لكن على مستوى ضيّق جدّاً وذلك لضيق الرؤية النقدية نفسها، فصحيحٌ أني أبدو للبعض «رجل أعمال» لا شيء يدعوه لإحاطة مشاريعه بجوٍّ من التوتر يفرضه العمل السياسي.. لكن الصحيح أيضاً أن «رجل الأعمال» هذا يحلم أن يعمل يوماً على أرضٍ انتماؤه لها «افتراضياً» يذبحه في كل أرضٍ لا تنتمي إليه! والأصح أن فلسطينيّاً عاش عمره بعيداً عن تراب وطنه، وهو يحمل أبشع صفة بالعالم «لاجئ»، لا يُسأل عن «قصته مع السياسة»، لأنه «قصة السياسة» نفسها.. وفلسطينيٌّ يرى أن ذاكرته الفلسطينية تسرق وبأيدي الفلسطينيين أنفسهم لا يُسأل «ماذا سيضيف لقضيته» لأنه القضية ذاتها من ألفها إلى يائها!..