2014/06/16

من سرق الغضب الفلسطيني؟


ياسر قشلق
(ياسر قشلق)من حقنا كشعب فلسطيني ألا نترك خياراً يوصلنا لتحرير الأسرى إلا ونقوم به، ومن ضمن الخيارات المحدودة بين أيدي الشعب الفلسطيني لمواجهة صلف وتعنت الاحتلال الصهيوني يبرز خيار خطف المستوطنين واحداً من أهم الطرق وأنجعها، ولكن.. لقد عكست عملية خطف المستوطنين الثلاثة مؤخراً عدة نقاط لا بد من الوقوف عندها: أولها، أن بقاء هوية الجهة التي نفذت العملية مجهولة يثير الكثير من التساؤلات والشكوك، بالأخص حين نفذ العدو الصهيوني مجموعة من الإجراءات كرد

من سرق الغضب الفلسطيني؟

( ياسر قشلق)
من حقنا كشعب فلسطيني ألا نترك خياراً يوصلنا لتحرير الأسرى إلا ونقوم به، ومن ضمن الخيارات المحدودة بين أيدي الشعب الفلسطيني لمواجهة صلف وتعنت الاحتلال الصهيوني يبرز خيار خطف المستوطنين واحداً من أهم الطرق وأنجعها، ولكن.. لقد عكست عملية خطف المستوطنين الثلاثة مؤخراً عدة نقاط لا بد من الوقوف عندها: أولها، أن بقاء هوية الجهة التي نفذت العملية مجهولة يثير الكثير من التساؤلات والشكوك، بالأخص حين نفذ العدو الصهيوني مجموعة من الإجراءات كرد فعل على العملية لطالما كان يبحث عن ذريعة لاتخاذها في السابق. ثانيها وهو الأهم، أن عملية خطف المستوطنين الصهاينة كشفت تغيراً كبيراً في طريقة تلقي الشعب الفلسطيني للأحداث بوصف شعباً خاضعاً لأبشع احتلال عنصري عرفه التاريخ، فشعبنا ورغم كل ما قام به العدو الصهيوني من ردود حاقدة كانتقام مزعوم لعملية الخطف لم يصدر عنه أية ردود فعل جديرة بالملاحظة، مما يفرض التساؤل: من سرق الغضب الفلسطيني؟! هل يعقل بعد اعتقال معظم أعضاء المجلس التشريعي الفلسطيني وعلى رأسهم عبد العزيز الدويك ألا يغضب الشعب الفلسطيني؟!! هل ينتظر شعبنا مثلاً أن يعتقل رئيسه أبو مازن حتى يبدأ بالتحرك؟! أخشى ما أخشاه أن يكون الشعب الفلسطيني غير راضٍ عن عملية الاختطاف برمتها، وأن ينظر للعملية على أنها خطأ لينسى أن وجود المستوطنين على أرضه هو الخطأ بحد ذاته. لقد طال انتظارنا لانتفاضةٍ فلسطينيةٍ ثالثة، وعلينا أن نبحث بأسباب تأخرها بجدية، وقد يكون من بين هذه الأسباب هو "قرف" الشعب الفلسطيني من قادته، فهل هناك من يجرؤ من هؤلاء القادة بأن يعترف لهذا الشعب المحاصر في الخليل وجنين والضفة وغزة واليرموك وعين الحلوة.. بأننا فشلنا؟!! هل هناك من يستطيع أن يقولها للتاريخ: بأننا فشلنا بإدارة الصراع وبالتحرير وبالمقاومة؟ هل يستطيع أحد أن يقول لشعبنا الفلسطيني أن يتوقف عن محاولاته بأن يصبح شعب الله المختار ليبدأ باختيار آلهته بنفسه؟!! إذا كانت "داعش" قد اجتاحت الموصل في 3 ساعات، فهل يعقل أننا بعد 65 سنة لم نستطع تحرير شبرٍ من أرضنا، ومن مخيمنا، ومن إنساننا الفلسطيني؟!! هل "داعش" أقوى من مقاومتنا وشعبنا وتاريخنا؟ هذه الأسئلة وغيرها المئات يجب أن تطرح بكل شفافية وموضوعية، وهي أسئلة لا تنتقص من قدر أحد ولا من حجم تضحيات شعبنا، ولكن هناك خلل ما في مكانٍ ما يجب أن نبحث عنه. أخيراً، وبكل صدقٍ وأمانة أقولها: إننا وبالقدر الذي نحتاج فيه إلى زعيمٍ جديد مُخلِصٍ لشعبه يعلنها انتفاضة لأجل الأرض والإنسان، فإننا نحتاج أيضاً لأن يعيد الشعب الفلسطيني ترتيب أولوياته وخياراته.