2009/10/23

آخر الأحزان

(ياسر قشلق )
ما تركت مكاناً على الأرض إلّا وبحثت فيه عن فلسطين ولم أجدها.. بحثت عنها على جبهات القتال.. بين أدبيات المقاومين.. وفي مذكرات الثائرين.. ولم أجدها.. جلست على قارعة الطريق دهراً ألوك فؤادي أن أضعت أمي.. اقتَرب منّي عجوزٌ وهمس في أذني: فلسطينـ«ك» قابعةٌ بغرفة إنعاشٍ في مستشفى عروبي ما.. اذهب إليها فقد تكون الشاهد الأخير على وفاتها!! مضيت عبر ركام التاريخ باحثاً عن مستشفى بلا عنوان كما أخبرني العجوز.. وحين وصلت هناك.. وجدتها مستشفىً عبثيّةً أدمنت إهمال زوارها ومقيميها كبعض الحكومات العربية.. دخلت بهوها المظلم كالقبور غير مصدّقٍ أن فلسطينـ«نا» مقيمةٌ في مكانٍ رخيصٍ كهذا.. كنت أظنها غاليةً على قلب أبنائها.. وأنها تستحق أكثر من رميها بهذه البدائية المتحجرة.. لكني كنت مخطئاً يجهل مشاعر إخوته..