2013/11/26

في الاحتضار الأخير..

(ياسر قشلق)
أمّا أنا الحائر في ترتيب فوضاي.. فاتركوا لي قليلاً من عطركم وناياً يتلو عليّ ما تيسّر له من ألم. وغادروني إن شئتم خلسةً كأبطالٍ مزورين في صباحٍ رماديٍّ نسي إيقاظ شمسه حزناً أو دهشة. واتركوني غافياً على كتف سحابةٍ
كطفلٍ حزين. دعوني أبحث عنكم في زوايا الحنين ماسةً سقطت سهواً تحت سرير الغياب.. وأمنّي نفسي أنكم قد تخرجون يوماً حماماً أبيضاً من قبعة الرحيل. دعوني يوماً أتوهّم سماع وقع أقدامكم كطبول الغجر على درب بيتي الجديد. دعوني أنسى قليلاً تفاصيل صمتي. وألعق ندمي المعلّق كجرحٍ نازفٍ في مرآةٍ خائنة. غادروني لأمضي بصمتٍ من ثقب السماء الفسيح كروحٍ أسلمت جسدها الوحيد، وحيداً لسيّده الغياب. وانزعوا وصاياكم عن جسدي ودعوني مرّةً أسير في جنازتي بدون ظل. فقد آن لهذا السحاب أن يستريح من هول التعب. لا تطيلوا المكوث أكثر، فالنهاية لم تعد تحتمل مزيداً من الاحتضار. والموفدون إلى هذا الألق يسخرون مني ويشمتون بقصيدةٍ تنتظر من يكملها. يترقبون لحظة إهمالٍ للمضي بي إلى دهشتي الأخيرة. فلا تطيلوا المكوث أكثر. واتركوا لي قليلاً من عطركم وناياً يتلو عليّ تراتيل الألم.

ليست هناك تعليقات: