2013/12/16

بالعربي الجريح..

(ياسر قشلق)
الأنباء التي تحدّثت عن "لقاء نادر" جمع ممثل العائلة المالكة السعودية تركي الفيصل وممثلين إسرائيليين في مؤتمر السياسات العالمية في موناكو، ليست أنباء مفاجئة، فهذا اللقاء كما يعلم الجميع ليس نادراً. والسعودية، كما
هي الحال مع قطر، تسعى بثبات لإقامة علاقات الود والهيام مع الكيان الصهيوني. المفاجئ هو أن بهائم الثقافة الذين يتحدثون عن الموضوع بحرقة عروبية مصطنعة هم أنفسهم بهائم الثقافة الذين دافعوا يوماً، أيضاً بحرقة عروبية، عن السعودية عندما كنّا نتحدّث عن علاقاتها مع الاحتلال الصهيوني، ما تغير فقط هو أن هؤلاء ما عادوا يقبضون المعلوم من السعودية ليصونوا ألسنتهم تجاهها، فالأخيرة بالعربي الجريح: "ما عادت فرقانة معها". لنترك المستثقفين جانباً، ولنسأل عمّا ستضيف السعودية أو قطر لـ"إسرائيل" لو فعلاً أقامتا علاقات دبلوماسية معها؟ هل ستزيدان الكيان الغاصب علماً أو ثقافةً أو سلاحاً؟ بالتأكيد لا، إذاً ما الذي سيحصل؟ بالحقيقة أنا على يقين من معادلة بسيطة مفادها: أنه كلما ازدادت العلاقات حميميةً بين دول الخليج و"إسرائيل" كلّما اقترب موعد عودتي إلى بيتي في صفد. وأظن أنّي معفي من شرح أسباب ذلك، فالعلاقة أصبحت بديهية، ونهاية "إسرائيل" ستلوح في أفق أول "شماخ" يخطب في "الكنيست". ورغم ذلك، سأعطي قرينة على اقتراب موعد نهاية إسرائيل في حال أقامت علاقات دبلوماسية مع دول الخليج: إن كانت علاقة النسب التي تربط وزير الخارجية الأميركية جون كيري بإيران – زوج بنت كيري إيراني - أودت بأميركا لأن توقع اتفاقاً نووياً "مجحفاً" بحق أميركا وبوجهة نظر الأميركان أنفسهم، إن كانت علاقة نسب فعلت كل ذلك، أفلن تودي إذاً علاقة ذوي القربى التي تربط الخلجان باليهود بالكيان الإسرائيلي برمته إلى الانهيار؟!! فلتفتح السفارات ولترفع الأعلام.. ولندخل جميعاً عصر "الجكر السياسي"!

ليست هناك تعليقات: