2014/01/09

ﻻ ﺧطﺄ ﻓﻲ اﻟﻠﻌﺑﺔ..!

(ياسر قشلق)
 ﻓﻲ ﻗﻠب اﻟظﻼم ﯾﺗﻌذر اﻟوﻗوف ﻋﻠﻰ ﻣﺎھﯾﺔ اﻷﺷﯾﺎء ﻛﻣﺎ ھﻲ ﺣﻘﺎً ﻓﻲ أرض اﻟواﻗﻊ. ﻓﺄﻧت ﺗرى ﻋﺑر أﻛﺛر اﻷﻟوان ﺣزﻧﺎً وﺧداﻋﺎً ﻟﻠﺑﺻر ﻓﻲ اﻟطﺑﯾﻌﺔ؛ اﻷﺳود واﻟرﻣﺎدي. وﻛﻠﻣﺎ ﻛﺎن اﻟظﻼم أﺣﻠك ﻛﻠﻣﺎ اﺧﺗﻔت ﺣﺗﻰ اﻟﻔروق اﻟرﻣﺎدﯾﺔ اﻟﺑﺎھﺗﺔ،
واّﺗﺷﺣت اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﺳواد أﻛﺛر ﻟﺗﺗﻼﺷﻰ أﺧﯾراً ﻣن أﻣﺎﻣﻧﺎ ﻛزﺑد اﻟﺑﺣر، ﺣﺗﻰ وإن ﻛﺎﻧت أﻗرب إﻟﯾﻧﺎ ﻣن أﻧوﻓﻧﺎ اﻟﻣرﻓوﻋﺔ ﻓﻲ اﻟﮭواء ﻛﺎﻟﺳﻧﺎﺑل اﻟﻔﺎرﻏﺔ. ﺿرٌب ﻣن ﺿروب اﻟﻌﺑث أن ﺗدﻓﻊ أﺣداً اﻟﯾوم ﻟﻣﺟرد اﻟﺗﻔﻛﯾر ﺑوﺟﮭﺔ اﻟﻧظر ھذه. ﻟﯾس ﻟﻛوﻧﮭﺎ ﺧﺎطﺋﺔ، وﻗد ﺗﻛون، إﻧﻣﺎ ﻷن أﺣداً ﻻ ﯾﺻدق أﺻﻼً أﻧﮫ ﯾﻌﯾش ﻓﻲ ﻗﻠب اﻟﺳواد، ﻓﻛﯾف ﻟك أن ﺗﻘﻧﻌﮫ أن اﻟﺳواد أﻛﺛر اﻷﻟوان ﺣزﻧﺎً وﺧداﻋﺎً ﻟﻠﺑﺻر؟! ﻛﯾف ﻟك أن ﺗﻘﻧﻊ أﺣداً أن ﻋرﯾﺷﺔ اﻟﻣوت اﻟﺗﻲ ﺿرﺑت ﺟذورھﺎ ﻓﻲ ﻗﻠوﺑﻧﺎ وﺗﻌرﺑﺷت ﻋﻠﻰ أﺻﺎﺑﻊ أطﻔﺎﻟﻧﺎ ﻟن ﺗﺛﻣر ﯾوﻣﺎً ﻋﻧﺑﺎً وﻟن ﺗﻌﺻر ﻣﻧﮭﺎ ﻧﺑﯾذ؟! ﻣن ذا اﻟذي ﯾﺻﯾﺢ ﻓﯾﻧﺎ أّن اﻟﻣوت ﻻ ﯾﺛﻣر إﻻ ﻣوﺗﺎً، وأن اﻟﻣوت ﻻ ﯾﻌﺻر ﻧﺑﯾذاً إﻧﻣﺎ دﻣﺎً ﻗﺎﻧﯾﺎً ﯾﺷﺎﺑﮫ ﻟون اﻟﻧﺑﯾذ؟! ﻣن ذا اﻟذي ﯾﺷﮭد أﻣﺎم ﺣﺗﻔﻧﺎ اﻟﻣرﺗﻘب ﺑﺄن اﻟرﺑﯾﻊ ﻛﺎن أﻛﺛر اﻟﻐﺎﺋﺑﯾن ﺑﻌداً ﻋن ﻛل ﻣﺎ ﺟرى وﺑﺄّﻧﮫ ﻛﺎن أﺣﻣﻘﺎً ﻟم ﯾﻣﺗﻠك ﺣﺟﺔ ﻏﯾﺎب؟! ﻣن ذا اﻟذي ﯾﻘول ﺑﺑﺳﺎطﺔ أن ﻻ ظل ﻟﻧﺎ ﺗﺣت ﻋرﯾﺷﺔ اﻟﻣوت. إﻧﮫ ﺳواد؛ وإن اﻟﺳواد أﻛﺛر اﻷﻟوان ﺣزﻧﺎً وﺧداﻋﺎً ﻟﻠﺑﺻر؟! (2) اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ دون ﺷﱟك ﻣؤﻟﻣﺔ. ﻟﻛﻧﻲ ﻛﻔﻠﺳطﯾﻧﻲ - أﯾﻘظﺗﮫ ﻟطﻣﺎت اﻟرﺑﯾﻊ اﻟﻣﺗواﻟﯾﺔ ﻣن ﺣﻠم اﻟﻌودة اﻟﺳﺎذج ﻋﻠﻰواﻗﻊ أن ﻓﻠﺳطﯾن ﻛﺎﻧت ﻣﺟرد ﺣﻛﺎﯾﺔ ﺗروى ﻟﻧﺎ ﻗﺑل اﻟﻧوم - أﺻﺑﺣُت ﻣﺗﻌﺎﯾﺷﺎً ﻣﻊ ھذا اﻷﻟم ﺣّد اﻻﺳﺗﮭزاء ﺑﮫ، ﺑل إّﻧﻲ أﺿﺣك ﻣن أﻟﻣﻲ. وأﻧﺗظر أن ﯾﺻﺣو ﺑﻘﯾﺔ اﻟﻌرب ﻋﻠﻰ واﻗﻌﮭم. وأن ﯾﺗﺄﻟﻣوا ﻛﻣﺎ ﺗﺄﻟﻣت. ﻓﺄن ﯾﺳِرق اﻹﺧوان ﺛورة اﻟﻣﺻرﯾﯾن ﺛم ﯾﺳﻘطوا ﺷﻌﺎر "اﻹﺳﻼم ھو اﻟﺣل" وﯾرﻓﻌوا ﺷﻌﺎر "اﻟﻧظﺎﻓﺔ ﻣن اﻹﯾﻣﺎن"؛ ﻣؤﻟم. وأن ﯾﺣﺗﻔل اﻟﻠﯾﺑﯾون ﻋﻠﻰ ﺟﺛث اﻟﻠﯾﺑﯾﯾن ﺑﻣوت اﻟﻘذاﻓﻲ ﺛم ﯾﺑﺣﺛون ﻋن ﻗذاﻓﻲ ﻣﺳﻠم؛ ﻣؤﻟم. وأن ﺗﺿﻊ ﺛورة ﺗوﻧس ﻧﺻب ﻋﯾﻧﯾﮭﺎ اﻓﺗﺗﺎح ﻣرﻛٍز ﻟﻠﺑﺣوث اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻛﺧﻼﺻﺔٍ ﻟﺑﺎﻛورة ﺛوراﺗﻧﺎ؛ ﻣؤﻟم. وأن ﯾﺗﺷّدق أﺣد ﺛوار "اﻟﺟزﯾرة" ﺑﺄﻧﮫ ﺳﯾﻌﯾد ﻧﺷر ﺻﺣﯾﻔﺔ اﻟدوﻣري واﻟﺳورﯾون ﻻ زاﻟوا ﯾﺑﺣﺛون ﻋن أﺑﻧﺎﺋﮭم ﺑﯾن اﻷﻣوات؛ ﻣؤﻟم. ﻛل ذﻟك ﻣؤﻟم، ﻟﻛﻧﮫ رﻏم ذﻟك ﯾﺛﯾر ﻣزﯾﺟﺎً ﻏرﯾﺑﺎً ﻣن اﻻﺳﺗﮭزاء واﻟﺿﺣك. (3) ﻟم ﺗﻌد ﺣﻘﯾﻘﺔ أن اﻟﻐرب ﻣّﮭد وﯾﻣّﮭد درب اﻟﺳﻠطﺔ ﻟﻺﺳﻼﻣﯾﯾن ﺣﺗﻰ ﯾﻘﺿﻲ ﻋﻠﻰ اﻹﺳﻼم ﻛﻠّﮫ ﺗﺛﯾر اﺳﺗﻐراب أﺣد إﻻ أوﻟﺋك اﻟﻣﺻّرﯾن ﻋﻠﻰ دﻓن رؤوﺳﮭم ﻓﻲ اﻟﺳواد، ﻟﻛن اﻟﻣﺛﯾر ﺑﺻدق ھو ﺗﺻﻔﯾﻘﻧﺎ ﺑﺣرارة ﻣﺑﺎﻟﻎ ﻓﯾﮭﺎ ﻟﻛل ﺟوﻟﺔٍ ﯾﻔوز اﻟﻐرب ﺑﮭﺎ ﻋﻠﻰ إﺳﻼﻣﻧﺎ وﯾﻘﺗرب ﻣن ھدﻓﮫ أﻛﺛر ﺑﺛﺑﺎت وﺑرأٍس ﻣرﻓوع دون ﻋواﺋق ﺗذﻛر! ﺣﺗﻰ أن طﻼﺋﻊ أﺑﺎ ﺟﮭل وأﺑﺎ ﻟﮭب ﺑﺎﺗت ﺗﻠوح ﺑﺎﻷﻓق، وﻋﺎدت إﻟﯾﻧﺎ ﻗﺑﺎﺋﻠﻧﺎ ﺑﻼ ﻓﺧٍر ﻣﺧﻣورةً ﺑﻧﺑﯾذ اﻟﺗﻣر اﻟﺟﺎھﻠﻲ، وأﻛﻔّﻧﺎ ﺗﺷﺗﻌل ﻣن ﺣرارة اﻟﺗﺻﻔﯾق ﻟﮭذا اﻟﻌود اﻟﻣﺧﺟل! ﻛل ذﻟك ﻻ ﯾﺣﺳب ﻟذﻛﺎء اﻟﻐرب، ﻓﺎﻟﻐرب - وﻣﻧذ اﻧﺗﮭﺎء اﻟﺣرب اﻟﺑﺎردة واﺗﺧﺎذه اﻹﺳﻼم ﻋدّواً ﺑدل اﻟﺷﯾوﻋﯾﺔ – ﻗد ﺟّرب ﻛل اﻟطرق ﻟﻠﻘﺿﺎء ﻋﻠﻰ ﻋدّوه اﻹﺳﻼم، وﺣﯾن أﻋﯾﺎه ﻓﻌل ذﻟك، ﻗّرر اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﺎﻹﺳﻼم ﻧﻔﺳﮫ! ﻟﻘد طﺑق ﻣﺑدأ "أﻋط ﻋدّوك ﻣﺎ ﯾﻛﻔﻲ ﻣن اﻟﺣﺑل ﻟﯾﺷﻧق ﻧﻔﺳﮫ"، وﻗد ﻗﻠت ھذا ﻣﻧذ ﻧﺣو ﻋﺎٍم ﻣن اﻵن، واﻟﯾوم أﻋﯾده وﻗد أﺻﺑﺢ اﻟﺣﺑل ﻣﻠﺗﻔﺎً ﻋﻠﻰ رﻗﺎﺑﻧﺎ ﺟﻣﯾﻌﺎً. إﻋﺎدة اﻟﻐرب إﻧﺗﺎج اﻹﺳﻼم وﺗﻘدﯾﻣﮫ ﻟﻧﺎ ﻋﻠﻰ أﻧﮫ اﻹﺳﻼم اﻟﺣق اﻟذي ﺟﺎء ﺑﮫ اﻟﻧﺑﻲ ﻣﺣّﻣد ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم ھو ﺳﱡر اﻟﻠﻌﺑﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻠﻘﻔﻧﺎھﺎ ﻋﻧﮫ وﻻ ﻧﻣل اﻟﻠﻌب ﺑﮭﺎ. وﻣﺎ ﯾﺟري أﻣﺎم أﻋﯾﻧﻧﺎ ﻣن ﻗﺑﯾل ھدم ﻣرﺳﻲ ﻷﻧﻔﺎق ﻏزة ﺷرﯾﺎن ﺣﯾﺎة اﻟﻐزﯾﯾن وﻣﻐﺎزﻟﺔ ﺣﻣﺎس ﻟﮫ رﻏم ذﻟك، ﻟﯾس ﻟﻐزاً ﻻ ﯾﺣل وﻟﯾس ﺧطﺄً ﻓﻲ اﻟﻠﻌﺑﺔ ﯾﻣﻛن إﺻﻼﺣﮫ ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل، إﻧﻣﺎ ھو ﻓﺣوى اﻟﻠﻌﺑﺔ ﺑرﻣﺗﮭﺎ. إﻧﮫ اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﻣﺗوﻗﻌﺔ ﻹﺳﻼٍم ﻣزّور ﻧﺣﺳﺑﮫ اﻹﺳﻼم اﻟﺣق. إن اﻹﺳﻼم اﻟﺣق ھﺟرﻧﺎ ﯾوم ﺳّوﻟت ﻟﻧﺎ أﻧﻔﺳﻧﺎ ﻗﺗل اﻟﺻﺣﺎﺑﺔ وھم ﺳﺎﺟدﯾن، وﺳﻣﺣﻧﺎ ﻷﻣﯾرﻛﺎ اﻟﯾوم أن ﺗﺄﺧذ ﺛﺄرھم ﻣﻧﺎ ﺑﺄن ﺗﻘﺿﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻣﺎﺗوا ﻓﻲ ﺳﺑﯾﻠﮫ ﺑرﻣﺗﮫ. ھذا ھو ﺟلّ اﻟواﻗﻊ اﻟذي ﯾﺣول اﻟﺳواد أﻛﺛر اﻷﻟوان ﺣزﻧﺎً وﺧداﻋﺎً ﻟﻠﺑﺻر دون أن ﻧراه! وﻟﻠﺣدﯾث ﺑﻘﯾﺔ..

ليست هناك تعليقات: