2016/08/30

إلى الغريب المنفي في مدينة الموتى مجدداً.. ها نحن نترك الحصان وحيداً..

ياسر قشلق

(ياسر قشلق)

لا جدوى اليوم أن تسألني لما نفعل ذلك..؟! فنحن أيها "المنفي" لم نعد نؤمن بأن "للحقيقة وجهان"، و"الثلج ما عاد ينزل فوق مدينتنا لا أبيضاً ولا أسود".. سماؤنا اليوم تقطر دماً من "غمامةٍ كانت بيضاء" فلماذا يا ترى لا نترك الحصان وحيداً..؟! لماذا.. وليس لدينا في هذا "المنفى" لا فرسانٌ "ولا آلهة".. ليس سوى رجال محطمين بقلوبٍ أوجعها "المساء الأخير على هذه الأرض"..!!



التاريخ لم يعد يسخر من ضحاياه.. التاريخ صار يبكي ضحاياه.. يجلس على "قمةٍ كنسرٍ يقتله الندم" ويبصق على "أبطاله".. و"يعد لنا أرضه كي نستريح".. ونصيح "إنا نحب أرضنا حتى التعب"..
التاريخ يبكينا أيها "المنفي" إلى "مدينة الموتى".. فهلا تفسح لنا مكاناً تحت "جناح حمامتك البيضاء لنمضي صوب طفولةٍ أخرى"..؟!!
لست مقاوماً بما يكفي.. ولا معتدلاً كما يلزم لأقول كلاماً في وطني.. كل ما هنالك أني "أحن إلى خبز أمي".. فهل "سأصير يوماً طائراً".. لأبول فوق "المارين بين الكلمات العابرة"..؟!
"لا رايةً بيضاء لدي أرفعها فوق بيتي".. أبحث بين أثاث العرب عن وطني.. فيقولون لي "لا مفر".. أضعت ذراعي يا "غريب".. فهل تعيرني ذراعاً من "درب الحليب" أضعها بمؤخرة كل العرب..
ها أنا أثبت ذاتي لآخر "لا يشبهني" ويبحث "في بيتي بين أسناني عن الغضب" بنرجسية تعشق اللافندر كعشقك للازورد.. لأحيا في بيت بعيدٍ عن صفد.. ليس فيه بابٌ للهروب وليس فيه شرفةٌ تطل على هؤلاء المارين لأقول لهم: أنا هنا وهنا أنا وأنت أنا..
وداعاً درويش.

ليست هناك تعليقات: