2010/05/05

أسوأ يوم في حياتي!

(ياسر قشلق)


غولدمائير قالت مرة إن أسوأ يوم في حياتها كان يوم «أُحرق الأقصى»، وحين سئلت عن أفضل يوم قالت: «اليوم الذي تلاه»!
يومها توقّعت رئيسة وزراء إسرائيل غولدمائير، أن العرب والمسلمين سيزحفون كالجراد على «دولتها» الاصطناعية لتدميرها انتقاما على حرق أولى القبلتين! لم يحدث شيء.. أشرقت شمس يوم جديد.. ويوم آخر.. وآخر.. ولم يحدث شيء.. ومنذ ذاك التاريخ وإسرائيل تعيش كل غد أفضل من يوم «أحرق الأقصى»!



اليوم؛ ليس هناك من داع لسؤال نتنياهو عن أسوأ يوم يمر عليه، هو مطمئن.. فحتى وإن قامت حكومته بـ«هدم الأقصى» وبناء هيكلها المزعوم مكانه، فإنه لا ينوي حتى إفساد قيلولة مخططاته للرد على امتعاض مسرحي يأتيه من واشنطن أو ربما من لندن.. هو أكثر من مطمئن.. لقد وصل الى يقين بأن المسلمين دخلوا حالة «غثاء السيل»، وهي الحالة التي تسمح له انتظار أفضل يوم في حياته من دون المرور بأسوئها.
والله أعلم أنك تعلم!
بعض العرب يدرس خيار الرد العسكري على إسرائيل.. وإسرائيل تدرس خيار هدم الأقصى!
بعض العرب يهدد بأعلى صوت بأنه سيوجه ضربات مؤلمة لإسرائيل.. وإسرائيل تتألم ضحكا بأعلى صوت!
الفصائل تصيح، وإسرائيل تستريح.
الفصائل تدرك أن بعض الجرائم أقل حدة من الجرائم التي ترتكبها إسرائيل اليوم أشعلت انتفاضتين آلمتا الصهيونية حد الصراخ وبشهادة العالم بأسره.
الفصائل تقف اليوم محمرة الوجه خجلاً أمام الأقصى.. تدرك أن لها القدرة على إشعال انتفاضة ثالثة.. تدرك أن بمقدورها قطع يد إسرائيل عن القدس.. لكنها لا تستطيع تحريك ساكن، فاللعبة أكثر تعقيدا مما يعتقد الجميع.. اللعبة لعبة سلطة.. وهي تدرك تماما حجم السلطة الحقيقي في ميزان المناورات القائمة.


للأقصى رب يحميه ليس القمة العربية
الرد على جرائم الاحتلال سيأتي من قمة طرابلس.. إسرائيل تتثاءب.
البيان الختامي يحمّل إسرائيل تبعات أي تدهور في أوضاع المنطقة.. إسرائيل تنام..
الدول العربية تدعو مجلس الآن لتحمل مسؤولياته.. إسرائيل تستيقظ وتبدأ هدم الأقصى..
العرب يعلمون أن إسرائيل تعلم أن اجتماعهم في طرابلس لا يخيفها.. قد تخاف من قمة شبيهة بقمة دمشق الأخيرة.. نعم! لكن ليس من قمة طرابلس، فهذه القمة ستكون للدفاع عن امتيازات بعض الدول العربية وليس للدفاع عن الأقصى أو تهديد إسرائيل.
ربما سيحضر على أجندة القمة العربية دفاع مصر عن منصب الأمين العام لجامعة الدول العربية.. وربما سيحضر عتب السعودية على معمر القذافي.. كما سيحضر، عدم حضور لبنان، الذي سينوب عنه ربما حضوران لفلسطين واحد للسلطة المقالة وآخر للسلطة المستقيلة.. سيحضر كل شيء لكن ليس الأقصى، الأقصى سيكون غارقا بدماء عطرة لبعض الشبان الأحرار الذين لا يزالون على إيمان بأن «للأقصى رباً يحميه» ليس القمة العربية!


جريدة "السفير" اللبنانية

هناك تعليق واحد:

منى _ديرالزور يقول...

نعم للأقصى رب يحميه ورجال عاهدواالله على حراسته وأستعادته والله كلنا نتمنى الشهادة لأجله ولن يحرره شيوج الجليج ونفطهم بل سيفتح وقريباجدا على أيدي وسواعد حرة الله وأيدك ياسيد ياسر ونحن رهن إشارتك نساءقبل الرجال وصغارقبل الكبار ومن الأن ونلتقي على حدودفلسطين الحبيبةو بلحجارة والطوب _منى سوريا