2010/08/30

إسرائيل.. دناءة وصفاقة ووجه بارد!!

(ياسر قشلق) 
نحن أمة مؤامرات. أمة تأكل آلهتها حين تجوع. هذه حقيقة لا تقبل النقاش أدْرَكتها باكراً إسرائيل فلم تدخر جهداً في استغلالها ضدنا. إسرائيل استغلت حقدنا على أنفسنا منذ فجر التاريخ، استغلت حبنا للكرسي ولو كان من جماجم إخواننا، استغلت عشقنا للفتن والمؤامرات على حساب أوطاننا. إسرائيل استغلت نفوسنا الضعيفة وليس ضعفنا فأصبحت، بفضلنا نحن، أقوى "دولة" داخلنا، فشكراً "لنا" على ما انتهينا إليه.



حين تابعت مؤتمر السيد حسن نصرالله الأخير، لم أكن مهتماً بمعرفة من اغتال الشهيد رفيق الحريري، (مع احترامي لكل شهدائنا من رشيد كرامي إلى ياسر عرفات)، كنت أتابع المؤتمر لأعرف من اغتال فلسطين ومن اغتال الأمة العربية من ورائها.



نصرالله لم يكن يقدم قرائن على جريمة إسرائيل باغتيال الحريري فقط بل كان يقدم قرائن على ضعفنا وتواكلنا وعلى كذبتنا الكبرى بأن "إسرائيل لا تهزم"، كان نصرالله يقول لنا: انظروا أيها العرب كيف تُذل المقاومة إسرائيل! انظروا كيف انتصرنا في حرب تموز! انظروا إلى ما تصنعه الإرادة والإخلاص حين تقترنان بالعمل!! 

هذا ما كان يقوله نصرالله من خلال قرائنه التي حصل عليها بإمكانات فردية وعجز العرب مجتمعون عن الحصول على أبسط منها بكثير، ولأجل هذه الخلاصة تحولت المقاومة إلى شوكة في حلق إسرائيل تعمل ليل نهار على انتزاعها بكل الوسائل، إن كان بقرارات دولية يساهم ضعاف النفوس فينا بدعمها، أو بإثارة فتن ومؤامرات داخلية يساهم أيضاً ضعاف النفوس منا في إذكائها.

المقاومة كانت مخلصة، وهي اليوم تواجه جريرة إخلاصها. ومع الأسف ليست إسرائيل وحدها في حقل المواجهة، بل نحن أيضاً، فالمقاومة عرّتنا كما عرّت إسرائيل، المقاومة أصبحت مرآة فشلنا المستمر بمواجهتنا المزعومة مع إسرائيل، ولهذا أزف وقت تصفيتها، بل وتصفية سيدها نصرالله لصقله المستمر مرآة فشلنا.

عقب انتصار تموز، وجّهت رسالة شكر عبر الصحف للمقاومة ولسيدها نصرالله على ما سطروه من بطولات خلال مواجهة دولة الاحتلال. فوجئت بأن إسرائيل وخلال محاولتها الضغط لمنع خروج سفينتي كسر الحصار "ناجي العلي" و"مريم" من الشواطئ اللبنانية تجاه غزة وقد أخرجت الرسالة تلك ودستها في عدة تقارير صحفية ومصورة لتقدمها كدليل أمام العالم بأني معادي السامية و"إرهابي" أدعم المقاومة!! هذه هي إسرائيل.. دناءة وصفاقة ووجه بارد!!

المضحك أن إسرائيل تعتبر العربي إنسان غبي والعرب يعتبرون الإسرائيلي إنسان جبان. والمبكي أن فلسطين ضاعت ما بين جبان وغبي. ما يدعو إلى التفاؤل أن نصرالله حقق التوازن المفقود ما بين الإسرائيلي الجبان وما بين العربي الغبي.

خارج النص
لا بد من تقديم أسمى آيات الشكر إلى اليمين اللبناني، أذكى يمين في العالم، الذي اعترف أخيراً أن الفلسطيني إنسان يسير على قدمين وأقر أخيراً بحقه في العمل مثل سائر البشر، إلى اليمين اللبناني.. شكراً!
أما نحن الفلسطينيين لا نريد لا يسار ولا يمين.. نريد فقط العودة إلى فلسطين.. حتى بدون أيدي..

هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

لازم تبعتوا المقال الى محمود عباس ورجاله.

غير معرف يقول...

لازم تبعتوا المقال الى محمود عباس ورجاله.