ياسر قشلق |
(ياسر قشلق)
أسئلة كثيرة تتلاطم في المحيط العربي الهائج عقب نجاح الثورة العربية المباركة في تونس في خلع رأس النظام زين العابدين بن علي، ومن ثم امتدادها، الثورة، إلى مصر ونجاحها في تأسيس الخطوط الأساسية العريضة في (مصر الجديدة)، والتي سيغيب عنها حتماً وعلى الأقل رأس النظام الحالي حسني مبارك..
قلت أسئلة كثيرة تتلاطم في هذا الهياج، وهي كلها أسئلة شرعية تدور حول احتمال امتداد هذه الثورة إلى دول عربية أخرى أو عن مقدار النجاح الذي ستحققه هذه الثورات في تأسيس مستقبل عربي مغاير لما شهدته المرحلة الماضية من تخلف وفقر وهزائم..لكن، وكما هي حال الأحداث العظيمة في التاريخ، هناك دائماً من يحاول أن يُخرج من الشرعي ما يتوافق مع مصالحه الضيقة وأطماعه ورؤيته المحدودة، كأن يحرّف السؤال الذي يطرحه الجميع: (هل ستمتد الثورة إلى دول عربية أخرى؟) إلى السؤال: (لماذا لا تمتد الثورة إلى سورية؟)، محاولاً بذلك فتح الباب على مصراعيه أمام مواطني العالم الافتراضي للبدء بتوجيه دعوة للشعب السوري لعيش يوم (غضبٍ سوري) كان من المزمع له أن يكون يوم الجمعة الماضية!!
لم يكن مهماً أن تحدد الدعوة على من سيكون الغضب؟ أو ممن سيغضب هؤلاء (الملايين) الذين يفترض أن يلبوا هذه الدعوة؟ كما لم يكن مهماً عند من وجه الدعوة تحديد أجندة واضحة لها.. هو لم يكن معنياً بهذا، فكل ما كان يعنيه هو إحداث (فوضى) وإرباك في الشارع السوري، مع ما يعنيه ذلك من تشويش على الثورة المباركة في مصر ونقل عيون الإعلام المسلطة عليها إلى عاصمة الأمويين بوصفها الموازي الواقعي الذي لا يقل ثقلاً سياسياً أو إعلامياً عن العاصمة المصرية.
وبالفعل، وبعد توجيه الدعوة من العالم الافتراضي، بدأت منظمات (حقوق الإنسان) العالمية بتوجيه دعوة إلى السلطات السورية بعدم التعرض للمتظاهرين الذين مرةً قالت أنهم سيخرجون مناصرةً للشعب المصري ومرةً سيخرجون ضد الفقر أو الاستبداد.. إلى ما هنالك من أسباب حاولت هذه المنظمات لصقها بالسوريين حتى يخرجوا إلى الشارع.. مما يشير بصورةٍ أكيدة إلى أن من كان وراء هذه الدعوات كان يسير وفق جدولٍ زمني منظم كان مليئاً بالأحداث المرتبة سلفاً من قبل من لا يرومون لهذا الوطن خيراً.
وجاء اليوم الموعود، وانتهت صلاة الجمعة، وأزف موعد الغضب السوري. توجهت وسائل الإعلام إلى الساحات الرئيسية في المدن السورية الكبرى لتتابع يوم الغضب السوري! لكنهم.. لم يجدوا أحداً، انتظروا طويلاً تحت السماء السورية الماطرة، إلا أن غاضباً لم يأت!! لينتهي يوم الجمعة كأي يوم جمعةٍ سوري آخر.. هادئاً وساكناً أضفت عليه الأمطار مزيداً من الهدوء والسكينة ليتجاوز عتبات الملل المعتادة!!!
وبالفعل، وبعد توجيه الدعوة من العالم الافتراضي، بدأت منظمات (حقوق الإنسان) العالمية بتوجيه دعوة إلى السلطات السورية بعدم التعرض للمتظاهرين الذين مرةً قالت أنهم سيخرجون مناصرةً للشعب المصري ومرةً سيخرجون ضد الفقر أو الاستبداد.. إلى ما هنالك من أسباب حاولت هذه المنظمات لصقها بالسوريين حتى يخرجوا إلى الشارع.. مما يشير بصورةٍ أكيدة إلى أن من كان وراء هذه الدعوات كان يسير وفق جدولٍ زمني منظم كان مليئاً بالأحداث المرتبة سلفاً من قبل من لا يرومون لهذا الوطن خيراً.
وجاء اليوم الموعود، وانتهت صلاة الجمعة، وأزف موعد الغضب السوري. توجهت وسائل الإعلام إلى الساحات الرئيسية في المدن السورية الكبرى لتتابع يوم الغضب السوري! لكنهم.. لم يجدوا أحداً، انتظروا طويلاً تحت السماء السورية الماطرة، إلا أن غاضباً لم يأت!! لينتهي يوم الجمعة كأي يوم جمعةٍ سوري آخر.. هادئاً وساكناً أضفت عليه الأمطار مزيداً من الهدوء والسكينة ليتجاوز عتبات الملل المعتادة!!!
أين الشعب السوري الغاضب على الفقر والاستبداد؟ أين الشعب السوري المتعاطف مع الثورة المصرية؟ إنه هناك جالسٌ في بيوته أمام شاشات التلفزة يتابع ثورة المصريين بهدوء وهو يسخر من مجرد فكرة خروجه هو في يوم غضبٍ لا يعلم فيه لماذا وعلى من سيغضب!!
سقط الرهان إذاً، وكان يكفي ردة فعل السوريين هذه لتتوقف أية رهانات أخرى في المستقبل، كانت تكفي لتذكير هؤلاء كيف التف الشعب السوري حول قادته يوم راهن العالم أجمع على خلع ثوب الممانعة والمقاومة عن بلدهم وإلباسها ثوب الاعتدال والخنوع والاستسلام، وكانت تكفي أيضاً لتذكيرهم أن ما يدور في تونس ومصر وغيرها من البلدان العربية لا يدور أبداً في سورية، وأن سورية العروبة التي احتضنت وتحتضن الشعوب العربية في أزماتها هي الأولى باحتضان شعبها ممن يدّعون الحرص على مصالحه..
ما يعنيني على الدوام هو ما تقدمه سورية للفلسطينيين، فأنا كفلسطيني أقيم في سورية متمتعاً بما لدى السوري من حقوق لا تغيب عني أبداً صورة الفلسطيني في لبنان المحروم من أبسط حقوق الإنسان مثل الحق في العمل، وأنا كفلسطيني يرفض التنازل عن حقوقه في أرضه لا تغيب عني أبداً صورة الفلسطيني في الأردن الذي يتعرض لعملية مسحٍ ممنهج في الذاكرة، وكفلسطيني يعيش في بلدٍ يدعم المقاومة على أرضي لا تغيب عني صورة الفلسطيني في مصر التي تحارب المقاومة وتصورها كمشروع يائس، لا تغيب عني صورة وطني الذي بات في مفاهيم بعض الدول العربية حيث يقيم الفلسطينيون مجرد أضغاث أحلام، وأن حقنا بالعودة هو عبء على السلام وخطر على دولة مسخ اسمها إسرائيل!!
يوم غضب سوري، نعم، إنها فكرة جيدة، لكنه يوم غضبٍ على كل المحاولات الرامية لشق اللحمة في الشارع السوري.. يوم غضب ضد من يتدخل في الاستقرار الداخلي.. يوم شكر لقادة الوطن على صمودهم ووقوفهم مع قضايا العرب العادلة في فلسطين والعراق ولبنان.. علينا جميعاً أن نخرج في يوم غضب نعلم لماذا نغضب وعلى من نوجه غضبنا!!
سقط الرهان إذاً، وكان يكفي ردة فعل السوريين هذه لتتوقف أية رهانات أخرى في المستقبل، كانت تكفي لتذكير هؤلاء كيف التف الشعب السوري حول قادته يوم راهن العالم أجمع على خلع ثوب الممانعة والمقاومة عن بلدهم وإلباسها ثوب الاعتدال والخنوع والاستسلام، وكانت تكفي أيضاً لتذكيرهم أن ما يدور في تونس ومصر وغيرها من البلدان العربية لا يدور أبداً في سورية، وأن سورية العروبة التي احتضنت وتحتضن الشعوب العربية في أزماتها هي الأولى باحتضان شعبها ممن يدّعون الحرص على مصالحه..
ما يعنيني على الدوام هو ما تقدمه سورية للفلسطينيين، فأنا كفلسطيني أقيم في سورية متمتعاً بما لدى السوري من حقوق لا تغيب عني أبداً صورة الفلسطيني في لبنان المحروم من أبسط حقوق الإنسان مثل الحق في العمل، وأنا كفلسطيني يرفض التنازل عن حقوقه في أرضه لا تغيب عني أبداً صورة الفلسطيني في الأردن الذي يتعرض لعملية مسحٍ ممنهج في الذاكرة، وكفلسطيني يعيش في بلدٍ يدعم المقاومة على أرضي لا تغيب عني صورة الفلسطيني في مصر التي تحارب المقاومة وتصورها كمشروع يائس، لا تغيب عني صورة وطني الذي بات في مفاهيم بعض الدول العربية حيث يقيم الفلسطينيون مجرد أضغاث أحلام، وأن حقنا بالعودة هو عبء على السلام وخطر على دولة مسخ اسمها إسرائيل!!
يوم غضب سوري، نعم، إنها فكرة جيدة، لكنه يوم غضبٍ على كل المحاولات الرامية لشق اللحمة في الشارع السوري.. يوم غضب ضد من يتدخل في الاستقرار الداخلي.. يوم شكر لقادة الوطن على صمودهم ووقوفهم مع قضايا العرب العادلة في فلسطين والعراق ولبنان.. علينا جميعاً أن نخرج في يوم غضب نعلم لماذا نغضب وعلى من نوجه غضبنا!!
هناك تعليقان (2):
الى السيد ياسر قشلق المحترم نعدك نحن سورين كما كان الوعد لسوريا وقائدها انكون مخلاصين لسوريا ولقضيانة العادلة برغم من الكثير من العرب الذي اسميتهم بلوبي العربي الااسرئلي منبطحين امام الصهاينة ولمشروعها نعدك ونعد الشرفاء الا يعبرو على عقولنة ويحتلو ولو جزء فينة شكرا لموقفك المشرف شكرا لتمسكك بوطنك فلسطين وستبقى فلسطين حرة وحرة
الى السيد ياسر قشلق المحترم نعدك نحن سورين كما كان الوعد لسوريا وقائدها انكون مخلاصين لسوريا ولقضيانة العادلة برغم من الكثير من العرب الذي اسميتهم بلوبي العربي الااسرئلي منبطحين امام الصهاينة ولمشروعها نعدك ونعد الشرفاء الا يعبرو على عقولنة ويحتلو ولو جزء فينة شكرا لموقفك المشرف شكرا لتمسكك بوطنك فلسطين وستبقى فلسطين حرة وحرة
إرسال تعليق