2013/11/10

المبشرون بالنار

(ياسر قشلق)
بحسب القرضاوي فإن الله سبحانه وتعالى سيملئ الجنّة بالمسلمين فقط، وبالذات المسلمين على الطريقة "القرضاوية" إن جاز التعبير، ولمن يريد التعرف على تلك الطريقة أعني ليدخل الجنة طبعاً، ما عليه سوى دراسة منهج جماعة الإخوان المسلمين. إذاً؛ الجنة ستمتلئ عن آخرها بالمسلمين القرضاويين وهؤلاء هم فقط خير أمّةٍ أخرجت للناس، وستعلّق على باب الجنة "يافطة" كبيرة سيكتب عليها "ممنوع الدخول لمن ليس له عمل"، أما عمل من في الداخل، أقصد من في الجنة، فسيتلخص
بأمرين اثنين: ممارسة الجنس وشرب الخمور دون تعبٍ ودون دوار أي بلا كللٍ أو ملل!! أما الباقي، أعني الذين لا يستطيعون ممارسة الجنس ومعاقرة الخمور، فسيرمون حطباً في نار جهنم وبئس المصير، ولا أعتقد أنك ستندهش إن علمت أن من بين هؤلاء، إلى جانب حضرتك طبعاً، سيكون مخترع الأنسولين مكليود مثلاً، أو أينشتاين، أو الأخوان رايت مخترعا الطائرة، وهؤلاء الأخيران سيذهبان بطائرة خاصة ستنفجر بهما فوق نار جهنم بالتحديد، ولا أدري لماذا كل هذه القسوة، لكن القرضاوي يعلم بالتأكيد. ولك أن تعلم يا سيدي القارئ أيضاً، شريطة ألا تخبر القرضاوي، أنه لو قامت الساعة في هذه اللحظة فسيدخل النار فوراً حوالى خمسة مليارات إنسان دفعة واحدة، وستكون تهمتهم هي التآمر على المسلمين بشكل عام والتخطيط لذبحهم وإبادتهم عن وجه الكرة الأرضية، ثم سيتبعهم حوالي مئتي مليون مسلم "شيعي وعلوي ودرزي واسماعيلي..إلخ." سيدخلون النار بتهمة التآمر على نحو مليار مسلم سني والتخطيط لذبحهم... وأخيراً سيدخل النار معظم المليار مسلم سني بتهمة التآمر على المسلمين القرضاويين أو الإخونجيين والتخطيط لذبحهم وإبادتهم.. ومن غير المستبعد أن يرمى جميع الإخوان في النار بتهمة التآمر على القرضاوي ليدخل الجنة هذا الأخير وحده بوصفه خير أمّةٍ أخرجت للناس!! لا أعتقد أنه من الإيمان في شيء النظر إلى عدل الله بهذه النظرة السطحية، فلا يمكن لمؤمن أن يتخيل امتلاء الجنّة بالجهلة مغتصبي الحوريات، وأن يكون في النار باقي أهل الأرض؟!! إن هذه مجرّد أساطير لا غاية منها سوى زيادة نسبة المتبطلين والمتطرفين والكسالى الواثقين أنهم سيدخلون الجنة بوصفهم خير أمة أخرجت للناس لمجرد أنهم ولدوا في هذا الشرق الحالم. أتخيّل للحظة لو أنه جرى إرسال جميع هؤلاء المسلمين القرضاويين إلى السويد أو سويسرا على سبيل اختبار وفحص صدق إيمانهم! هل سيبقون على حالهم؟! أشك في ذلك، بل وأشك حتى بإمكانية بقاء تلك البلدان على حالها.. إن أردنا عدل الله حقّاً أن يصيبنا فعلينا أن نفكر بطريقة أكثر عدلاً لباقي البشر وحتى لأنفسنا، فخير أمّةٍ أخرجت للناس هي الأمّة التي تصنع مجداً حقيقياً لها في الدنيا بين الأمم لتستحق مجد الله في الآخرة، بعيداً عن ثقافة الكراهية والتحريض والموت والقتل على الهوية، وبعيداً أيضاً عن شراء أفخم اليخوت والطائرات من أشر الأمم التي أخرجت للناس، تلك التي لا بد وأن تدخل جهنم كما يقول القرضاوي.

ليست هناك تعليقات: