(ياسر قشلق)
استوقفتني جملة وزير خارجية السعودية سعود الفيصل التي وصف من خلالها علاقات "بلاده" مع الولايات المتحدة الأميركية بأنها: "تاريخية.. وتقوم على الاحترام المتبادل"!! استوقفتني لأنها تؤكد انتقالنا الفعلي نحن
العرب من حقبة الاستعمار إلى حقبة الاستحمار. فعن أي "تاريخ" وأي "احترام" يتحدث فخامة الوزير؟!! وماذا سيكون رأي كيسنجر وزير خارجية أميركا الأسبق في حقبة الرئيس نيكسون لو سمع مثل هذا الوصف وهو الذي اعتذر منه الملك فيصل بن عبدالعزيز بعد أن أوقف تصدير النفط على خلفية حرب تشرين؟!! هل حقّاً أميركا تحترم السعودية؟ أم أنها تحترم بليارات الدولارات المنهوبة من نفط شعبها والتي تكدسها في البنوك الأميركية؟!! وهل هي فعلاً علاقات "تاريخية" كما يقول فيصل؟ أم أنها علاقات ولدت مع ولادة أول بئر نفط في السعودية؟!! ما الذي يغري أميركا في السعودية حقاً غير نفطها؟ هل تغريها الكعبة المشرّفة مثلاً؟ هل هي معجبة بالشروط التي تفرضها السعودية على الحجيج لأداء مناسك فرضها الله؟ هل تعلم أميركا أنه حتى الله لم يعد يتدخل بمناسكٍ بات الناس فيها يحجّون ولا يحتجّون؟ هل تملك السعودية غير إرادتها العاجزة لتواجه بها أميركا؟ أم أن ساستها فعلاً يصدقون أنه يمكن لهم إقناعنا بتلك السيناريوهات السبعة التي قامت بتسريبها لوسائل الإعلام وقالت عنها أنها ترعب أميركا من السعودية؟ يحق لنا إذاً وبناء على أن العلاقات الأميركية – السعودية "تاريخية" القول إن العلاقات الأميركية – الروسية "ثقافية"، والعلاقات الأميركية – البريطانية "جنسية" خصوصاً بعهد بوش وبلير!! ما لا يفهمه العرب وبالذات السعودية أن أميركا لا تنظر لنا نحن العرب إلا بمنظار السياسة، ولا وزن حقيقي لنا عندها إلا ما يسجله ميزان المصالح، فهل وُضعت العلاقات الأميركية - الخليجية يوماً إلا في ميزان النفط؟ وهل وضعت علاقات دول الطوق العربي مع أميركا إلا في ميزان الأمن الإسرائيلي؟ هذه هي الأبعاد الحقيقية للعلاقات العربية الأميركية فقط، ولضبط إيقاعها يخرجون علينا مرّةً بشبح الشيوعية ومرّةً ببعبع الإرهاب.. وهكذا. فهل يمكن لأي دولة عربية أن تفتخر بهذه العلاقات وأن تصفها بـ"التاريخية"؟ ألا يشبه هذا افتخار عاهرة بعلاقتها مع أفحل رجل بالحي؟! ما يدعو للأسف أنه ونتيجة هذه العلاقات المشبوهة سمحت أميركا للسعودية بتصدير فكرها التكفيري والظلامي ومناهج فقهائها العميان ومثقفيها المأجورين وفسادها بالأرض إلى الدول العربية على أنه من فيض السنّة والجماعة.. وهو لا يعدو كونه منهج الجهل والجماعة. بقي أن أكتب رسالة لكيسنجر أسأله فيها كيف ومتى وأين أصبحت العلاقات السعودية – الأميركية "تاريخية"؟ . اعتقد عند كيسنجر الخبر اليقين..
استوقفتني جملة وزير خارجية السعودية سعود الفيصل التي وصف من خلالها علاقات "بلاده" مع الولايات المتحدة الأميركية بأنها: "تاريخية.. وتقوم على الاحترام المتبادل"!! استوقفتني لأنها تؤكد انتقالنا الفعلي نحن
العرب من حقبة الاستعمار إلى حقبة الاستحمار. فعن أي "تاريخ" وأي "احترام" يتحدث فخامة الوزير؟!! وماذا سيكون رأي كيسنجر وزير خارجية أميركا الأسبق في حقبة الرئيس نيكسون لو سمع مثل هذا الوصف وهو الذي اعتذر منه الملك فيصل بن عبدالعزيز بعد أن أوقف تصدير النفط على خلفية حرب تشرين؟!! هل حقّاً أميركا تحترم السعودية؟ أم أنها تحترم بليارات الدولارات المنهوبة من نفط شعبها والتي تكدسها في البنوك الأميركية؟!! وهل هي فعلاً علاقات "تاريخية" كما يقول فيصل؟ أم أنها علاقات ولدت مع ولادة أول بئر نفط في السعودية؟!! ما الذي يغري أميركا في السعودية حقاً غير نفطها؟ هل تغريها الكعبة المشرّفة مثلاً؟ هل هي معجبة بالشروط التي تفرضها السعودية على الحجيج لأداء مناسك فرضها الله؟ هل تعلم أميركا أنه حتى الله لم يعد يتدخل بمناسكٍ بات الناس فيها يحجّون ولا يحتجّون؟ هل تملك السعودية غير إرادتها العاجزة لتواجه بها أميركا؟ أم أن ساستها فعلاً يصدقون أنه يمكن لهم إقناعنا بتلك السيناريوهات السبعة التي قامت بتسريبها لوسائل الإعلام وقالت عنها أنها ترعب أميركا من السعودية؟ يحق لنا إذاً وبناء على أن العلاقات الأميركية – السعودية "تاريخية" القول إن العلاقات الأميركية – الروسية "ثقافية"، والعلاقات الأميركية – البريطانية "جنسية" خصوصاً بعهد بوش وبلير!! ما لا يفهمه العرب وبالذات السعودية أن أميركا لا تنظر لنا نحن العرب إلا بمنظار السياسة، ولا وزن حقيقي لنا عندها إلا ما يسجله ميزان المصالح، فهل وُضعت العلاقات الأميركية - الخليجية يوماً إلا في ميزان النفط؟ وهل وضعت علاقات دول الطوق العربي مع أميركا إلا في ميزان الأمن الإسرائيلي؟ هذه هي الأبعاد الحقيقية للعلاقات العربية الأميركية فقط، ولضبط إيقاعها يخرجون علينا مرّةً بشبح الشيوعية ومرّةً ببعبع الإرهاب.. وهكذا. فهل يمكن لأي دولة عربية أن تفتخر بهذه العلاقات وأن تصفها بـ"التاريخية"؟ ألا يشبه هذا افتخار عاهرة بعلاقتها مع أفحل رجل بالحي؟! ما يدعو للأسف أنه ونتيجة هذه العلاقات المشبوهة سمحت أميركا للسعودية بتصدير فكرها التكفيري والظلامي ومناهج فقهائها العميان ومثقفيها المأجورين وفسادها بالأرض إلى الدول العربية على أنه من فيض السنّة والجماعة.. وهو لا يعدو كونه منهج الجهل والجماعة. بقي أن أكتب رسالة لكيسنجر أسأله فيها كيف ومتى وأين أصبحت العلاقات السعودية – الأميركية "تاريخية"؟ . اعتقد عند كيسنجر الخبر اليقين..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق