2013/12/22

في قهوة عَ المفرق..

( ياسر قشلق)
 "في قهوة عَ المفرق وفي موقدة وفي.." أحد الصبية وشى بأمه السيدة أنها تحب السيد، فكان أن اتُّهمت السيدة أن "سيد الهوى قمري" غنّتها غزلاً بالسيد بحجة أنها غنّت لكل أحبتها، فقد أحبّت القدس وجعلت من
عيوننا "ترحل إليها كل يوم"، وأحبت الشام فنادت: "شآم أنت المجد" وأصرت "أنت المجد لم يغب".. كما أحبت لبنان حباً لا تشوبه طائفة، وغنّته "بحبك يا لبنان" وندهته دون خجل "يا وطني بحبك".. لبنان الذي ضاق ذرعاً بحب السيدة للسيد لم يعر انتباهاً للتفاصيل فقص جدايل يارا.. "يارا الجدايلها شقر" وتجاهل بنكران من "قد وهبته عمري ضاع عنده العمر".. وقد يكون لبنان معذور ففيه حرب أهلية، وفي الحرب الأهلية، حتى وإن كانت باردة، يختفي الحب ليحل محله الخوف، ليصير السؤال "ليش منتلاقى خايفين" سؤالاً فيروزياً يطاول الأسطورة، أسطورة شادي الذي نسي أن يكبر منذ الحرب السابقة عندما "علقت عَ طراف الوادي" وحين أصرت صديقته أن لا تكون طرفاً فيها لتكبر وتصبح سيدة "ضاع شادي". إن كان قصْدُ لبنان حين عبس بوجه السيدة أن يقتل السيد فقد قتل السيدة "مرتين".. "مرتين.. يا قاطب الحاجبين".

ليست هناك تعليقات: