2013/12/03

انتظروا مرور شهر.. 

( ياسر قشلق)
 تشير التسريبات أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري خلال زيارته الأخيرة إلى السعودية طالب العائلة الحاكمة هناك بإجراء تغييرات جذرية تمس جذور الحكم في المملكة. لم ترد مزيد من التفاصيل حول هذه التغييرات
التي طالب كيري بإجرائها في المملكة، لكن كلاماً آخر لكيري ربما يلقي الضوء عليها أكثر: أثناء مؤتمر جنيف الذي شهد الاتفاق النووي بين إيران و"الستة الكبار"، قال كيري لنظيره الإيراني جواد ظريف: "أنصحكم بالتقارب مع السعودية، خاصة أن أيام الملك عبدالله باتت معدودة، وأن ابن الملك عبدالله سوف يستلم الحكم هذه المرّة، ولن يكون حوله متسع للأمير سعود أو لبندر..". هذا بالنسبة للتسريبات المتعلقة بالسعودية وإيران، أما بالنسبة لمؤتمر جنيف السوري أو جنيف 2 فسيؤجل لشهر شباط من العام المقبل، وسيكون بالنسبة للحكومة السورية مناسبة جيدة لالتقاط الصور، أما بالنسبة للآخرين فسيكون سلماً للنزول عن الشجرة التي اعتلوها، ولن يخرج المؤتمر كثيراً في صياغة بنود مقرراته عن صياغة بنود جنيف الإيراني من ناحية تمييع ما تعتبره المعارضة قضيتها الأساس، والمقصود طبعاً "الحكومة الانتقالية"، حيث سيكون هناك "فيتو" كبير حتى على كلمة "انتقالية"، وسوف تشكل لجان لمتابعة تنفيذ الاتفاق الوهمي لمدة قد تمتد من ستة أشهر وحتى عام. طبعاً سيخرج كيري بنهاية المؤتمر ليعلن أن الولايات المتحدة ستعيد سفيرها إلى دمشق، وبالتأكيد سيكون سفيراً جديداً غير روبرت فورد الذي باتت أميركا تعتبره عضواً في "الائتلاف السوري"، وستبرر ذلك بضرورة وجود سفير لها يتابع تطبيق الاتفاق، وسيتبع وصول السفير الأميركي إلى دمشق نظيره الفرنسي ثم الألماني وهكذا.. كما سيشهد مؤتمر جنيف 2 حضور كبير لإيران، ولن تحضر السعودية أو أيّاً من دول الخليج، فالسعودية سيندلع فيها ما سيشغلها عن المشاركة برفاهية جنيف. بقي أن أقول للمثقفين المراهنين على وجود صفقة بين إيران والولايات المتحدة على حساب سوريا بأن ينتظروا شهراً يبدء من اليوم ليروا الصفقة الحقيقية على حساب من ستكون! وهذا موضوع رهان جدي، وأعتقد أننا صبرنا أكثر من ستين سنة فليس هناك من مانع أن يصبروا هم شهراً واحداً، وبالمناسبة أنا لم أخسر رهاناً سياسياً قبل اليوم.

ليست هناك تعليقات: