2014/01/19

أوراق الأسد.. الرابحة

( ياسر قشلق)
مخطئٌ كل من يعتقد أن جعبة الرئيس الأسد قد فرغت من المفاجآت عشية انعقاد مؤتمر جنيف – 2، هناك دائماً فائض من أوراق القوّة الرابحة لدى قائدٍ مؤمن بوطنه وبحقه الطبيعي أن يكون له مكاناً عليّاً في هذه التجاذبات
الحاصلة بين أطرافٍ لا تدّخر جهداً لزيادة تمزيق وتشتيت أوطاننا العربية. سبق أن ذكرت، وأعود لأؤكد، أن مؤتمر جنيف – 2 لن ينعقد، وإن انعقد فلن يكون أكثر من مناسبة لالتقاط الصور بوصفه "فاشن شو" سياسي لا أكثر، فلا يمكن بأي حالٍ من الأحوال تصوّر أن يسمح السوريون، رئاسةً وحكومةً وشعباً، باستباحة وطنهم من قبل مجموعة غرّدت خارج سرب الوطن لصالح "إسرائيل" أولاً، ولصالحهم الشخصي ثانياً، إن أبواب السماء أقرب لهؤلاء من وصولهم إلى مآربهم في جنيف. ليس هناك حلول على طريقة "المعارضة السورية" تلوح في الأفق، فهذه "المعارضة" التي لم تستطع حتى الآن، ولن تستطيع مستقبلاً، أن تكون حلقة الوصل بين الإرادة الأميركية الراغبة بإيجاد حل شامل للمنطقة وبين الإرادة الروسية الراغبة بإيجاد حلول متفرقة، والتي أيضاً لم تستطع فهم الإيراني الذي يريد لأي نوعٍ من الحلول، سواء الأميركي أو الروسي، أن يمر عبرها. أقول: إن معارضة كهذه لم تتجاوز بعد مرحلة المراهقة السياسية في فهمها لطبيعة التوازنات الدولية وآلية اجتراح الحلول لايمكنها بأي حالٍ من الأحوال فرض أجنداتها على سوريا والسوريين من خلال مؤتمرٍ دولي مثل مؤتمر جنيف. أخيراً أصدقائي: إن ما يردّده الإعلام صبح .. مساء عن مخططات الدول ومؤامراتها لمنطقتنا ما هو إلا رأس جبل الجليد لما يدور ويحضّر بالفعل، لا أريد أن أبثّ التشاؤم، ولكنّ القادم للمنطقة أشدّ هولاً مما رأيناه.. فلنبقى على أهبّة الاستعداد.

ليست هناك تعليقات: