2014/01/21

جولة ضمن معركة

(ياسر قشلق)
 استوقفتني بالأمس، وعلى غير العادة، كلمة المندوب السعودي في مجلس الأمن عبدالله المعلمي، استوقفتني لهول الابتذال والنفاق، وإصرار المعلمي الممجوج على امتطاء القضية الفلسطينية لرمي تقليعاته السخيفة عن
الأزمة السورية على طريقة "دس السم بالدسم". بالحقيقة لم يخرج المعلمي عن المتوقع في خطاب أي مسؤول عربي لا شكلاً ولا مضموناً، بغض النظر أكان هذا المسؤول من جناح اليمين أو اليسار، فهو بدء بمقدمة كلاسيكية، وبالتأكيد ممجوجة وبكائية، عن فلسطين والقدس والشعب الفلسطيني الذي تضيع حقوقه، طبعاً بمعيّة أسياده، ثم انتقل إلى ما جاء لقوله بالفعل، وفي حالة المعلمي كان يريد طرح أفكار متطرفة رعناء عن مؤتمر جنيف – 2 المتعلق بحل الأزمة السورية. إذاً المعلمي لم يخرج عن المتوقع منه لكنّي ورغم ذلك كنت أنتظر أحداً أن يصفعه أثناء "بكائيته الفلسطينية" ويقول له: "كول (...) وهات الجزء الثاني من خطابك". أتمنى أن يعي العرب أن الشعب الفلسطيني شاخ وهو يستمع لأكاذيبه، وأن تلك الأكاذيب بلغت حداً من السذاجة لم تعد بعده صالحة لأن تنطلي حتى على "حمارٍ" فلسطيني، مع حفظ الألقاب لجميع الحيوانات. أنا على يقين أن الجميع بات مدركاً لحجم ما يخطط للمنطقة، تحديداً فلسطين وسوريا، وهو أخطر بكثير مما تظهره وسائل الإعلام، والتاريخ لم يشهد، ولن يشهد، تحولات بحجم ما تأمله الدول الغربية و"إسرائيل" في خارطة المنطقة جغرافياً وديموغرافياً، ولكن هذا لا يعني الاستسلام والتفريط بالحقوق المشروعة للشعبين بل على العكس يجب أن نحافظ على تمسكنا بحقنا الطبيعي في الحياة وتقرير المصير وأن نسعى جاهدين لتخريب ما أمكن من هذه المخططات، ومن يعتقد أن الحرب في نهايتها فهو مخطئ، إن ما يجري ليس أكثر من جولة ضمن معركة، وهذه المعركة لا تعدو كونها حلقة من حلقات حرب طويلة بين الحق والباطل. وللحديث بقية عن زيارة رئيس وزراء كندا ستيفن هاربر إلى الأراضي الفلسطينية، وعن سحب دعوة إيران إلى مؤتمر جنيف – 2، وتصاعد وتيرة الدعوات داخل السعودية لمحاربة من يروجون للجهاد داخل سوريا، وازدياد محاولات الاستخبارات الغربية لدراسة طبيعة الجهاد داخل سوريا.

ليست هناك تعليقات: