2014/04/05

تطاول الصغار

 ( ياسر قشلق)
لا يسعني إلا أن أنحني احتراماً لك أيها الوطني الشريف "محمد صالح داوود" بعد أن طُردت من عملك في بيروت بسبب لهجتك الفلسطينية، ولا أجد بُدّاً من سؤال الذين طردوك: "من خدعكم يا أبناء (...) وقال إنكم أكثر حضارةً من شعبنا؟؟!!". لست متفاجئاً بما حصل مع "محمد صالح داوود"، وهو يأتي في سياق ما يمارس على شعبنا الفلسطيني في بلدان اللجوء من ضغوط للهجرة طوعاً
وقسراً وصولاً لإسقاط حق العودة، وهذا الأمر بات معروفاً ويمارس على رؤوس الأشهاد وما هو إلا بركة من بركات "الربيع العربي" الكثيرة. ورغم عدم تفاجئي إلا أني كنت آمل من اللبنانيين - ولو من باب ذر الرماد في العيون – أن يقودوا حملة تجييش ولو بسيطة ضد السعودية وهي سرطان الإرهاب في المنطقة مالياً وعسكرياً وفكرياً، وعدم نسيان إرهابي بوزن ماجد الماجد لمجرد أن أمرته ربيبته السعودية بافتعال تمثيلية موته!! والسؤال هنا: هل أهمل هؤلاء الحضاريين - الذين وصفوا "داوود" أنه sauvageبسبب تمسكه بهويته الفلسطينية - ما يحويه الصندوق الأسود لماجد الماجد من أسرار تفضح تورط الرياض بالإرهاب داخل لبنان وفي عموم المنطقة لمجرد أن قررت السعودية إبعاده عن دائرة الضوء بافتعال موته؟!! قصارى القول: إنه زمن الصغار، ففي الوقت الذي يتطاول فيه نتنياهو على الحقوق الفلسطينية ويضغط للاعتراف بيهودية الدولة، يفتعل فيه صغار العرب المشكلات مع الفلسطينيين ويمارسون مختلف أنواع الضغوط على المخيمات الفلسطينية لدفع أهلها لطلب الهجرة عنوةً للخلاص من تطاول الصغار.

ليست هناك تعليقات: