2014/06/14

ملوخية بلحم الكلاب

 (ياسر قشلق)
عندما أقرأ صحف الصباح أشعر بالغثيان لطريقة تعاطي النخب العربية المثقفة لتوالي الأحداث في منطقتنا وبالذات أخبار "داعش"، كل كاتب أو صحفي يتعاطى مع الأخبار وفق منطق الجهة التي يعمل بها أو ينتمي إليها والتي تخوله أن يخون أو يكفر كل من يخالفه أفكار الجهة التي يعطيها ولاؤه، فخبر من قبيل "احتمال تدخل عسكري أميركي لوقف زحف داعش" يزفّه البعض كبشرى
فيما يرى البعض الآخر فيه مصيبة المصائب. وبين الفريقين يزداد ضياع المنطقة، وتزداد شوكة الإرهاب، حتى نصل لنتيجةٍ أشبه باليقين بأن مشكلتنا ليست بـ"داعش" كتنظيم إرهابي، فالتنظيمات الإرهابية كانت قبل "داعش" وستستمر بعدها، إنما المشكلة الحقيقية تكمن في "التفكير الداعشي" الذي بات مسيطراً على عقول المثقفين العرب وأصبح منهجاً للحديث عن الأزمات والحروب وقراءة متغيرات الخارطة العربية المتسارعة. بمطلق الأحوال، ليس هناك تدخل عسكري أميركي في المنطقة، فأوباما يرى فيما يحصل بأنه خلاف بين السنة والشيعة لا يرى موجباً ليحشر أنفه فيه، وقد وضع شرطاً لتدخل واشنطن هو توحد القوى السياسية العراقية، وهو بالمناسبة أكثر تعقيداً وتسويفاً من طلبه موافقة الكونغرس على توجيه ضربة لسوريا قبل نحو عام! باختصار أوباما يرى الفوضى الحاصلة بأنها "ملوخية بلحمة الكلاب" وهو لا يحب الملوخية ويشمئز من طعم الكلاب. أما حول "انهيار الجيش العراقي" فهذا الانهيار ليس صادماً بحد ذاته، حيث إنها ليست المرة الأولى التي ينهار فيها ما سمي يوماً بـ"أقوى الجيوش العربية"، فمنذ انهياره في غزو الكويت مروراً بانهياره في انتفاضة جنوب العراق ثم انهياره إبان الغزو الأميركي نكون حقيقةً أمام رابع انهيار لأقوى الجيوش العربية. وفي هذه النقطة بالتحديد لا بد من التأكيد أن الجيش السوري كان بحق على مستوى الجيش الوطني، فبعد مرور أكثر من ثلاث سنوات على بداية الحرب لا يزال الجيش صامداً بوجه أعتا هجمة إرهابية سجلها التاريخ، ولا يزال الجندي السوري يقاتل فوق كل بقعة من بقاع هذا الوطن.

ليست هناك تعليقات: