2014/10/12

التحالف الدولي و"نكات" لا تنتهي.. 

ياسر قشلق
(ياسر قشلق)
 لولا الدماء، لحصد "التحالف الدولي" جائزة نكتة العصر دون منازع، ولكان أكثر إثارة للضحك من نكتة "داعش" بحد ذاتها. على أن النكات السياسية مؤخراً باتت تنهمر أغزر من رصاص الحقد المنهمر فوق سوريا، ومن ذلك: أن يحاور موفد قطري جبهة النصرة وآخر سعودي تنظيم "داعش" فوق أرض لبنان، ولا يعتبر ذلك إرهاباً أو دعماً للإرهاب بينما يضرب الفلسطيني السوري على الحدود اللبنانية على رؤوس الأشهاد دون إدانة حتى ممن ينصبون أنفسهم حماة لحقوق اللاجئين تحت ذريعة حماية السلم الأهلي في لبنان..! يبدو أن الفلسطيني لا يقو على دفع ما يبذله السعودي أو القطري في ملاهي لبنان.
"داعش" لم تقطع رأس تركي واحد، ولم تهدم ضريحاً ينتمي إلى الترك أو الأتراك.. وحررت تركيا كل الدبلوماسيين الذين أسرتهم "داعش" في الموصل بمنتهى السلاسة، وبعد كل هذا التنسيق العلني يدعو التحالف الدولي تركيا للانضمام إليه لمحاربة "داعش"..!! موسيقى الحرب على الإرهاب تأخذ العرب إلى مثواهم الأخير كأول أمة تنتحر في التاريخ، لقد بات واضحاً أن للعرب عدو واحد هو العرب أنفسهم، تخيلوا أن البحرين أصبحت حليفة لأمريكا وتنظيم "داعش" عدوها.. أليست هذه "نكتة" تستحق الرثاء والضحك في آن؟!! لو أن فرانكلين روزفلت كان حياً لمات قهراً من انحدار سمعة بلاده لهذا المستوى، إن كان من جهة الحلفاء أو الأعداء. حتى الحربين العالميتين كانتا حربا إرادات وطموح قادة وأحلام أمم، كان فيها واضحاً العدو والحليف، بينما في هذه "الحرب العالمية الثالثة" يختلط الحليف والعدو لحدود الغثيان، فيصبح مقبولاً أن تحارب "جهة" كالسعودية مثلاً الإرهاب وهي تقوم بدعمه في وقتٍ واحد، بينما تمنع الدولة السورية من محاربته وشعبها يئن تحت ضرباته!! النكتة الأدهى من ذلك أن أموال الحجيج هذا العام ذهبت مناصفةً بين "داعش" والتحالف. كل ما أراه أمامي اليوم هو طقوس انتحار يقوم بها العرب أجمعين، انتحار ستتحدث عنه الأجيال لمئات السنين القادمة، سيتفكرون بأمّةٍ انتحرت وحرمت حتى من فرحة الموت. اليوم.. تأخذنا أمريكا لموتنا صامتين، تعطي كل فردٍ فينا مسدس وتغريه بالضغط على الزناد بالتصفيق الحاد والصفير الذي يصم الآذان والقلوب. ومن لا يريد الانضواء منا تحت نير "داعش" أو أمريكا، لا يجد أمامه سوى البحر ليأخذ من دمه ما يستطيع ويبقي له النذر القليل. أما آخر "نكتة"، هي تحطيم الاتحاد الأوروبي على الدوام للحلم التركي بالانضمام إليه، وتحطيم "داعش" للحلم الأردوغاني بالانضمام إلينا، بينما الفلسطينيون يتجهون ليصبحوا هم الاتحاد الأوروبي عبر زوارق الموت.. لا أدري إن كان لجوء الفلسطينيين لأوروبا مضحك أم مبكي.. لكنها سخرية التاريخ!!

ليست هناك تعليقات: