2014/10/19

خطأ الاستخبارات الأمريكية الحقيقي..


ياسر قشلق
( ياسر قشلق) بات من الأكيد لكل ذي عقل أن "الفيلم الداعشي" الذي عرض بنسخٍ عديدة حول ذبح مواطنين أميركيين وبريطانيين على يد تنظيم "داعش" ما هو إلا قصة هوليودية محبوكة بعناية وخبث، وهي لا تختلف كثيراً عن فيلم أسلحة الدمار الشامل العراقية أو تفجير برجي التجارة وسواها من أفلام.. وكنت قد تحدثت في هذا يوم ظهر أول فيلمٍ لذبح الصحفي جيمس فولي قبل نحو الشهرين من الآن. طبعاً لمن لا زال مصراً على إنكار أن حجج الحرب الأمريكية محض أوهام
وفبركات، وأن غاية أمريكا الحقيقية من الحرب هي الحرب ذاتها، أقول: يكفي للمنكرين أن يعلموا أن ميزانية الحرب "الأمريكية الداعشية" ستغطي عجز الميزانية الأمريكية لثلاثين سنة مقبلة! هذا في أقل التقديرات.. فضلاً عن حجم عقود إعادة الإعمار المتوقعة والتي ستكون للشركات الأمريكية النصيب الأكبر فيها. بكلمات أخرى: القضية قضية مال و"بزنس" وليست قضية قيم وأخلاق وإرهاب.. ولمن يسأل عن العرب، فإن العرب ربحوا أيضاً في الحرب الأمريكية الجديدة، لنترك جانباً أنهم سيدفعون الفاتورة التي تحدثت عنها في الأعلى فهذا من البديهيات، لكن جديدهم هذه المرة، والذي ربحوا من خلاله، أنهم تمكنوا أخيراً من تحقيق حلمهم المتمثل بالتحليق الحربي فوق "سوريا الشقيقة" ورميها بوابلٍ من الحمم والخيانة، إنه حلمٌ وردي طالما دغدغ وجدان "العربان" فحققوه قبل أن تصدأ طائراتهم على المدرجات رغم أن تكلفته المبدئية لم تقل عن 700 مليار دولار أميركي.. والحساب لم ينغلق بعد!! والعرب أيضاً تمكنوا من قتل ثمانية "دواعش" في الشمال، إلا أن أحداً لم يخبرهم بحقيقة أن هؤلاء الثمانية ماتوا بجرعة زائدة من الضحك بعد تفاجئهم بطائرات F16 "بتتكلم عربي".. للمصانع والشركات الأمريكية أقول: هنيئاً لكم، هنيئاً لأمريكا والغرب أموال الحجيج والضجيج الخليجي، وأزيد: خذوا ما شئتم من أموالهم وانصرفوا.. فلم يبق فرق بين عربي وعربي إلا بالاستحمار..!! وبعد هذا يطلب منا محللونا السياسيون تصديق أن أمريكا "بنت حلال" جداً وأن العرب ذوو شهامة ومروءة لم يستطيعوا إلا أن يلبوا نداء "وا معتصماه"..!! وأن الملك عبدالله الذي أصبح خارج التغطية بعد أن غادر إلى بلده الأم المغرب مودعاً بلده الشقيق السعودية هو "ظاهر بيبرس" القرن الحادي والعشرين.!! وكأني الآن أرى "عمو" أبو بكر البغدادي و"عمو" أيمن الظواهري يجلسان في أكبر "كازينوهات لاس فيغاس" ويشربان حد الثمالة والسخرية نخب محللينا، وبالذات اللبنانيين منهم الذين شرعوا بالفعل بإعداد الدراسات ورسم السياسات والتكتيكات لتحركات "العصابة الداعشية" لمنعها من التسرب إلى لبنان "الشئيئ".. فهؤلاء اللبنانيين تحديداً يدركون بفطرتهم الاستراتيجية جداً أن الحرب الأمريكية على "داعش" حرب استراتيجية بامتياز لا بديل عنها لحفظ وحدة و"استئلال" لبنان. أعتقد أن أوباما لم يصدق أننا على هذا القدر من الغباء، وأنا على يقين أن هذا هو خطأ المخابرات الأمريكية الذي تحدثت عنه وسائل الإعلام، هم لم يستطيعوا تقدير مدى غبائنا.

ليست هناك تعليقات: