2014/12/29

إلى من يهمه الأمر: وطني وحده جلالة الملك.. جردة حساب

ياسر قشلق
( ياسر قشلق )
 تبريرات 8 آذار وحلفاء المقاومة بالتعزية في وفاة الملك عبدالله سخيفة ومثيرة للغثيان، وأقل ما يقال عنها إنها نفاق سياسي وأخلاقي. لقد دفعت مالاً ودماً ومحاكم ودعاوى بيني وبين السعودية وحلفائها ثمناً لموقفي، ولقد ضحيت بما فيه الكفاية لأبقى مناكفاً لـ"النظام السعودي" الملوث بدماء أطفالنا، ولم أجد في واقع الأمر أي أحد دفع ثمناً أكبر من الذي دفعته بصورةٍ شخصية، وسأنشر يوماً
بالوثائق والكشوفات ما الذي خسرته نتيجة مواقفي، لم يبق كلب أو عاهر أو عاهرة من قبلهم ابتداءً بعبد الحليم خدام وعصابته ومحاميه وقضاته في لبنان وأنصاره في سوريا وسواهم.. إلا ونبح علي في المحاكم وفي الإعلام تشهيراً وبذاءة وتهم وشتائم! وكل ما تطلب مني الأمر للتراجع: مجرد اعتذار وليس تعزية. أسجل هذا الموقف للتاريخ وليس للمتاجرة، ولا أزال ثابتاً على موقفي بأني لم ولن أعزي، ولم ولن أبايع مليكهم الجديد سلمان. وفي مقابل ذلك: لم أعد أقبل بعد اليوم من أي محلل أو سياسي أو حليف لمحور المقاومة أن يخرج على الإعلام ليبيعنا كلاماً عن الشرف والعزة والصمود والمواقف.. سأقول له حينها وبمنتهى الصراحة: "كول خـ.." أيها الساقط. لقد جمعتني صداقة شخصية وقديمة مع الأمير مقرن، قطعت بحكم مجريات الأحداث، وكان بإمكاني اليوم إعادة البريق لها بهاتف أو ببرقية تعزية، وأنا على يقين لو أني ذهبت لكنت استقبلت كما الأمراء هناك، لكن حين يخطر ببالي ذلك أتذكر على الفور خيم العزاء بالشهداء التي دخلتها والحزن والألم يعتصرني، أتذكر العهد الذي قطعته أمام الله وأطفال سوريا وفلسطين بأن يدي التي بوركت بمصافحة أيدٍ زكية لا يمكن لها أن تدنس بأيدي قتلت أطفال سوريا وفلسطين بالمال والسلاح. بعد الذي قرأته في سجل المعزين في السفارة السعودية في بيروت والذي شاهدته في الرياض وما تناهى إليّ مما دار هناك كان لزاماً علي أن أخرج عن صمتي لأبين الحقائق، نعم.. لا يحق لكم العزاء، وإن كنتم قد فعلتموها فلا يحق لكم بعدها تقريعنا بأحاديث الشرف. فالتعزية بقاتل أيها الأبطال قلة شرف. وأن تضع قناة كـ"الميادين" صورة الملك عبدالله وتكتب عليها "في ذمة الله" فهذا أيضاً قلة شرف، فأطفالنا وحدهم في ذمة الله، أوطاننا في ذمة الله، وليس ملكاً تسبب في ضياع كل شيءٍ عزيز وغالٍ علينا، إن فعلاً كهذا هو أيضاً قلة شرف. أما إن انبرى أحد ليقول إنها السياسة، فبعد أن أبصق في وجهه، أقول: إن السياسة كانت تقتضي منكم وأنتم محسوبون كحلفاء على معسكر المقاومة أن تجتمعوا لإصدار بيان واضح، تؤكدون فيه أن واجب العزاء بعبدالله والمباركة لسلمان منوطة فقط بإعلان الرياض نيتها التوقف عن سياستها الهوجاء في المنطقة والتي تسببت بنزيف دماء أهلنا، حينها سيسجل التاريخ لكم موقفاً، ستذكر الكتب يوماً بأن أحداً ما كان رجلاً وأحرج السعودية، أو أن الأخيرة خسرت نتيجة سياساتها في احتواء جمهور عريض اسمه جمهور المقاومة، أليست هذه سياسة أيضاً؟! بلى، لكن أكثر السياسيين منافقون. إن لم تستطيع رد أذى السعودي بالسلاح أو بالمال، فعلى الأقل كان حريّاً بكم رده عبر موقف، وهذا أضعف الإيمان الرمزي والمعنوي. وإلا اذهبوا للعيش في الرياض ويكفي بيعاً للوطنيات، ويكفي مزاودات فارغة، ويكفي تقييماً لنا بين الحق والباطل. أريد أن أسأل: هل امتلك السعودي الشرف أو الجرأة لتعزية الحزب بشهيده حسان اللقيس؟ على سبيل المثال طبعاً، بشهداء المقاومة الفلسطينية؟ بشهداء سوريا؟ كان الأولى أن يمتلك البعض قليلاً من عزة النفس والكبرياء لألا يغطي انبطاحه وانحطاطه ودونيته بغطاء السياسة، وبالمناسبة هؤلاء لا يختلفون عن "داعش" التي تغطي إجرامها وإرهابها بالإسلام. وبناءً على مجمل المواقف، التي ذكرت والتي لم أذكر، أعلن أني خارج حلف المعزين، وأنا فقط مع فلسطين وسوريا دون تفاصيل إضافية، فوحدهما عنوانان من ذهب ويكفياني شرف الانتماء لهما، بعيداً عن الارتهان ضمن محاور أو أحزاب أو شللية ساقطة.. وكل شهادات الوطنية التي قد تأتيني من هكذا محاور لا تكفيني لمسح دموع طفلٍ فقد أباه. وتبقى بالنسبة لي الإنسانية أهم وأنبل وأبقى من السياسة.. ويبقى وطني وحده جلالة الملك.

ليست هناك تعليقات: