2015/02/11

شعب طيب

ياسر قشلق
(ياسر قشلق)
ربما اكتشفت السويد كم أن شعبنا طيب ويستحق الاعتراف بإنسانيته، فاعترفت له بوطنه. في الماضي.. لم تستطع "إسرائيل" تشويه سمعتنا (كفلسطينيين) بقدر ما شوهها عرب/ الكفيل، عرب/ الشروط المستحيلة، وعرب/ التاريخ المستعار.. فكانت أوروبا تنظر إلينا كوباء لا يمكن لها أن تسمح له بالدخول إليها. بالتأكيد، ليست أوروبا نموذجاً تاريخياً يحتذى به، فحروبهم تشبه حروبنا، بل إنها أكثر قباحةً منها. وأكثر إجراماً. وأكثر تطرفاً ومذهبيةً بل وداعشية. ولكن الأوروبيين رزقوا نعمة النسيان، رموا تاريخهم خلف
ظهورهم، وتبنوا الحقيقة: إذا كان الدين سيقتلني فليبق سجين الكنيسة، فعاشوا حاضرهم وخططوا لمستقبلهم. وعندما تعرفوا على الفلسطيني مؤخراً، كانوا وكأنهم يكتشفونه اكتشاف، يسألونه عن كل شيء، يتحسسونه وكأنه كائن فضائي، فتكون المفاجأة أنه بشر مثلهم، بل وزيادة عليهم أنه طيب.. في المقابل، لم نكن نحن ننظر إليهم بأحسن من نظرتهم إلينا، لم نكن نعرف عنهم سوى أنهم شبقين جنسياً، ولم نستورد منهم سوى ثقافة مزورة، وقليل من الخمر، وكثير من الماركات التي غطت عقد النقص فينا لكنها عجزت عن تغطية عوراتنا فبقيت شاهداً على مدى عوزنا الإنساني.. فبدأنا نأخذ عنهم كل شيء، بدءاً بتربية الحيوانات الأليفة والمتوحشة في بيوتنا وليس انتهاءً بتطعيم لغتنا بمفردات من لغاتهم بحجة قصور لغتنا عن استيعاب الحداثة.. متجاهلين قصورنا نحن. لم نأخذ عن الغرب تربية الإنسان بدل الحيوان، ولم ننتبه إلى أن الحيوانات التي نربيها هي مجرد حيوانات، إلى أن تطبع كثيرون بطبائع الحيوانات الشرسة، وبدؤوا بافتراس الإنسان بدل تربيته. اعتقدنا أن شتم الله في عليائه يوصلنا إلى نوبل للسلام. وأن تخلينا عن ديننا يفتح لنا أبواب دولهم على مصراعيها لندخلها علمانيين آمنين. كم كنا سذج، لم نكن بحاجة لكل تلك الشروط القاسية لنعرفهم علينا حتى يعترفوا لنا بوطننا، لم نكن بحاجة سوى ليعرفوا أننا شعب طيب. مع الأسف، ما زال كثر اليوم يدخلون بلدان أوروبا ويتجاهلون كل شيء، العلم، الثقافة، المكتبات.. كل شيء، ويسألون بدل عن ذلك عن البارات. حتى شيوخنا عندما يصلون هناك، يدعون على الأوربيين من على منابرهم الأوروبية الجديدة، ويدعون المسلمين لغزوهم وفتح بلادهم!! الأوربيون مع كل حروبهم التاريخية التي خاضوها تمكنوا من أن يستمروا ليتعرفوا علينا من جديد، فهل نستطيع نحن أن نتجاوز تاريخنا المزور لنقول لهم كم نحن نعشق الأرض والإنسان والحياة؟!

ليست هناك تعليقات: