2015/09/21

فلسطين.. قضية الشعب الفلسطيني المركزية..!!

ياسر قشلق
(ياسر قشلق)
 الصهيونية دخلت أرض فلسطين بتأشيرة دخول بريطانية، وأقامت دولتها بمباركة أمريكية، واستهانت بالحقوق والمقدسات بموافقة عربية. وإذا أردنا أن تنتهي الصهيونية كفكر ووجود وممارسة فليس هناك غير الإرادة الفلسطينية بقادرٍ على إنهائها. بكلمات أكثر بساطة: إذا كانت بريطانيا منحت صهاينة العالم تأشيرة الدخول
لفلسطين، فإن إخراجهم منها لن يتم إلا إذا رفع الفلسطينيون أنفسهم بوجوههم، وبوجه العالم من خلفهم، الكرت الأحمر والذي يجسده اليوم أبطال الانتفاضة بسكينٍ تقطر دماء قطعان المستوطنين النجس، وهو ما يعتبره بعض العربان، وبكل ما أوتوا من صفاقة، دماً مدنياً طاهراً. إذاً، القضية الفلسطينية لم تعد تحتمل مزيداً من التعقيد والعمق الزائف، سواء أكان العمق عربياً أو إسلامياً أو حتى مسيحياً، فجوهر القضية الفلسطينية يتمحور بكونها قضية الفلسطينيين أنفسهم، وكل الكلام عن كونها "قضية العرب المركزية" أو "قضية المسلمين" هو من قبيل المزاودة إن لم يكن التآمر لتمييع القضية وتضييعها، فطالما أن العرب استهانوا بعروبة الأرض الفلسطينية المستباحة، وطالما لا يدافع المسلمون عن المسجد الأقصى، وطالما يعتبر المسيحيون أن الفاتيكان أقدس من كنيسة القيامة، فحين ذاك تكون قضية فلسطين هي قضية وطنية صرفة وليست قضية أمة، وكل ما هو فوق هذه الأرض فإن هويته فلسطينية صرفة وهو ملك الشعب الفلسطيني دون سواه، ومن واجبه وحده الدفاع عنه حتى زوال آخر مستوطنٍ عن أرضه. سيدنا عمر بن الخطاب عندما فتح القدس كان يحمل هوية أمة بأسرها، وليس الهوية السعودية. كذلك صلاح الدين الأيوبي حين حرر القدس كان يحمل هوية أمة وليس هويةً كردية. فهل هناك عربيٌّ واحد أو مسلم اليوم يحمل هوية أمة حتى نقول له تعال ونظر على الفلسطيني كيف يحرر أرضه؟!! هل هناك بلد عربي أو إسلامي إلا ويرى في الفلسطيني شر مستطير يجب أن تُغلق دونه حدود بلاده لا لذنبٍ فيه سوى أنه فلسطيني الهوية والهوى؟!! هل يملك الفلسطيني حرية دخول أي مقدسٍ إسلامي أو مسيحي في بلدان العالم قاطبةً؟!! هل هناك من بلدٍ في العالم سعى لكسر ثالوث الموت المفروض على الفلسطيني (إسرائيل والعرب والبحر)؟!! إن كان العالم بأسره لا يرى فينا إلا الفلسطيني الشرير، فعلينا انتهاز هذه الانتفاضة لنري هذا العالم بأننا أكثر من موافقون على هذا الاختزال، وأن هويتنا الوطنية الفلسطينية التي يراها تهمة وسبة هي مصدر فخرٍ لنا وإلهام. الانتفاضة الفلسطينية الثالثة لم تشتعل ضد المحتل الصهيوني فقط، إنما اشتعلت أيضاً لنفض الغبار عن وعينا الزائف بهويتنا، اشتعلت لوضع حدٍّ لخديعة العرب الكبرى للفلسطينيين بأن قضيتهم الوطنية هي "قضية العرب المركزية"، ولعمري فإن هذه الكذبة التي ولدت مع النكبة هي السبب الأول لاستمرارها حتى اليوم. فليشعل إرهاب "إسرائيل" ضد الفلسطينيين جحيم الدنيا، وليغلق العرب أبوابهم بوجوهنا حتى تختنق الأرض، وليبلغ موج البحر ضدنا عنان السماء، افعلوا ما شاء لكم أن تفعلوا، فهذه الأرض لنا ونحن أصحابها فقط، ولا أجمل من أن نموت على أرضنا وبيدنا حجر.

ليست هناك تعليقات: