2016/11/22

قبل أن يهدم المعبد ..

ياسر قشلق

(ياسر قشلق)
كنسيج الروح نزف الفلسطيني في كل الأوطان ألماً حتى شقّ السماء، لكنّ أحداً لم يعره انتباهاً، ظنّ الجميع أن صراخه أهزوجة حماس يستجمع بها قواه ليباغت من سلبه أرضه كسائر أبطال السينما الأسطوريين، لم يدرك هؤلاء أن الأرض لا تستعاد بالصراخ، وأن الفلسطيني لا يطمح أن يكون بطلاً في أسطورةٍ تستحق الرثاء لا الفخر..
وكبر البطل في مخيال الأغبياء..
وكان كلّما خسر قطعة أرض حصل بدلاً عنها على وابلٍ من التصفيق من مشجعيه.
وكلّما خسر ابناً عوّضه مريدوه بخيمة عزاء للبكاء والتصفيق أيضاً.
أعطوه منابراً ليحدثهم عن بطولاته باحتمال التشرد والفقر والقتل والفقد...
ساعدوه بتشكيل فصائل حين أحسّوا بالملل من تكرار قصصه.


وكبر البطل أكثر..
وشرّدوه أكثر.. وصفقوا له أكثر..
وحين تعب "الفلسطيني الإنسان" من "الفلسطيني البطل" وقف على منبرٍ يطل على كل مشجعيه، وباغتهم ببصقةٍ بحجم حلمه الذي ضاع ثم بال عليهم وغرق في هستيريا من الضحك، فبهتوا وارتخت أيديهم وتوقفوا عن التصفيق وصرخوا بوجهه: "أنت قذر ومجنون، وأصلاً لا تستحق أن نصفق لك، فأنت لست ببطل ولا بلوط حتى".
ثم تفتق ذهن أحد الحاضرين وقد عزّ عليه أن يخلو المنبر من أبطال بفكرة أن يستبدل البطل الفلسطيني ببطل من العراق، ولأنه لم يكن أسطورياً كما أرادوا، وضعوا جواره بطلاً من سوريا.. وكان الذي كان..!!
واستمرت الفرجة. واستمر التصفيق..!!

ليست هناك تعليقات: