(ياسر قشلق)
فياض، «رئيس حكومة» الضفة الغربية، هو خليفة «الرئيس» الحالي للسلطة الفلسطينية محمود عباس، هذا الكلام لم يعد سراً بعد أن بدأ الترويج له، أوروبياً وأميركياً وحتى إسرائيلياً، يأخذ وتيرة متسارعة مع اقتراب موعد تصفية عباس العاجز ومنتهي الصلاحية، (طبعاً التصفية بالمعنى السياسي للكلمة وليس المادي فلم يعد هناك من يحتمل شهيداً آخر بعد الراحل عرفات، هذا إن كان هناك قوة على وجه الأرض قادرة على أن تصنع من عباس شهيداً).
موضوعي ليس في قراءة إمكانية وصول فياض إلى السلطة من عدمه، فهو سيصل في جميع الاحتمالات. الأهم من هذا، برأيي، هو الوقوف على تجربة فياض ومشروعه، بكلمة أخرى الوقوف على برنامج فياض الذي بدأ الضوء يُسلط عليه منذ أن أحرق عباس جميع أوراقه، وعلى وجه الدقة منذ أن هدد بالاستقالة وتراجع عنها.
زمانياً؛ فياض سيأتي إلى رئاسة السلطة في فترة هي الأسوأ من عمر القضية الفلسطينية، سيأتي وقد ورث انقساماً فلسطينياً حاداً على الأرض ما بين الضفة والقطاع، إلى جانب تعنت إسرائيلي غير مسبوق برفض جميع قرارات الشرعية الدولية... وسط ذلك كله مطلوب، دولياً وإسرائيلياً، من فياض (الرئيس) أن ينهي ما بدأه الراحل عرفات ولم يستطع إكماله عباس، أي وأد «القضية الفلسطينية» وثوابتها الأساسية وبالذات «حق العودة»، ولأجل أن يحقق ذلك بسلاسة ويسر أمام الشارع الفلسطيني والعربي المحتقن حُمّل بمشروع «مزوّر» هو إعلان قيام الدولة الفلسطينية في العام المقبل. ولأن مشروع كهذا، إعلان قيام الدولة، يحتاج إلى برنامج سياسي يحميه تبنّى فياض برنامج «المقاومة السلبية» التي قسّمها إلى ما أسماه بالمقاومة الشعبية السلمية، والمقاومة السياسية الذي تقوده منظمة التحرير، وأخيراً خطة بناء مؤسسات الدولة، مع تأكيده أنها جميعاً دائرة متكاملة للوصول إلى الهدف المتمثل بإعلان الدولة.
السؤال الآن؛ كيف يجسد فياض برنامجه المتمثل بـ«المقاومة السلبية» على الأرض؟ الجواب: تماماً كما كان يفعل (المهاتما غاندي) في الهند، فالمهاتما فياض يشارك بين الحين والآخر بالمظاهرات السلمية في بلعين ضد جدار الفصل العنصري! ويعترض طريق الشاحنات القادمة من المستوطنات ليتلف بقدميه "المباركتين" الخضراوات والفواكه بداخلها، وأيضاً، والأهم بالنسبة لمهاتما فلسطين، عدم تفويت مناسبة شعبية دون أن يحشر رعايته الكريمة فيها ليظهر أمام الشعب الفلسطيني قائداً متواضعاً ملتصقاً بهموم شعبه وتراثه! وآخر تلك الرعايات كانت التهام المهاتما فياض لأكبر «رغيف مسخن في العالم» خلال «مهرجان الفرح» الذي انعقد مؤخراً في رام الله. يحضرني هنا بيت شعر لم أعد أذكر صاحبه، يقول:
لو يعرف الخمر أن النذل شاربه/ لأقسم الكرم ألا يحمل العنب
بالتأكيد لا يمكن لأحد أن يعترض على تحركات عفوية يقوم بها شعبٌ ضد الاحتلال، لكن الاعتراض هو على استغلال فياض لهذه التحركات والدفع بها إلى مقدمة خيارات الشعب الفلسطيني، وهو هدف غربي وصهيوني يرمي إلى القضاء على المقاومة الحقيقية على الأرض والتي لا يختلف عاقلان على أنها الطريق الوحيد لتحرير الإنسان الفلسطيني من ظلم التاريخ والجغرافية، وهذا الهدف، أي القضاء على المقاومة، هو أحد المقاصد من وراء إيصال فياض لرئاسة السلطة الفلسطينية، بمعنى آخر: المسألة ليست مسألة التهام فياض للمسخن الفلسطيني ضمن مهرجان تراثي شعبي ولا إتلافه لبضائع من إنتاج المستوطنات الصهيونية، المسألة هي محاولة فياض استنساخ تجربة غريبة عن بيئة القضية الفلسطينية ذاتها بهدف القضاء على تجربة أصيلة ومقدسة في آن، فنجاح «المقاومة السلبية» في الهند لا يستلزم أبداً نجاحها على أرض فلسطين! ولو كان المهاتما غاندي نفسه على أرض فلسطين اليوم لكان خياره بالتأكيد لمواجهة العدو الصهيوني هو المقاومة الحقيقية بمعناها الحربي، وليس بمعناها «المازوخي» الذي يمارسه فياض.
فياض، «رئيس حكومة» الضفة الغربية، هو خليفة «الرئيس» الحالي للسلطة الفلسطينية محمود عباس، هذا الكلام لم يعد سراً بعد أن بدأ الترويج له، أوروبياً وأميركياً وحتى إسرائيلياً، يأخذ وتيرة متسارعة مع اقتراب موعد تصفية عباس العاجز ومنتهي الصلاحية، (طبعاً التصفية بالمعنى السياسي للكلمة وليس المادي فلم يعد هناك من يحتمل شهيداً آخر بعد الراحل عرفات، هذا إن كان هناك قوة على وجه الأرض قادرة على أن تصنع من عباس شهيداً).
موضوعي ليس في قراءة إمكانية وصول فياض إلى السلطة من عدمه، فهو سيصل في جميع الاحتمالات. الأهم من هذا، برأيي، هو الوقوف على تجربة فياض ومشروعه، بكلمة أخرى الوقوف على برنامج فياض الذي بدأ الضوء يُسلط عليه منذ أن أحرق عباس جميع أوراقه، وعلى وجه الدقة منذ أن هدد بالاستقالة وتراجع عنها.
زمانياً؛ فياض سيأتي إلى رئاسة السلطة في فترة هي الأسوأ من عمر القضية الفلسطينية، سيأتي وقد ورث انقساماً فلسطينياً حاداً على الأرض ما بين الضفة والقطاع، إلى جانب تعنت إسرائيلي غير مسبوق برفض جميع قرارات الشرعية الدولية... وسط ذلك كله مطلوب، دولياً وإسرائيلياً، من فياض (الرئيس) أن ينهي ما بدأه الراحل عرفات ولم يستطع إكماله عباس، أي وأد «القضية الفلسطينية» وثوابتها الأساسية وبالذات «حق العودة»، ولأجل أن يحقق ذلك بسلاسة ويسر أمام الشارع الفلسطيني والعربي المحتقن حُمّل بمشروع «مزوّر» هو إعلان قيام الدولة الفلسطينية في العام المقبل. ولأن مشروع كهذا، إعلان قيام الدولة، يحتاج إلى برنامج سياسي يحميه تبنّى فياض برنامج «المقاومة السلبية» التي قسّمها إلى ما أسماه بالمقاومة الشعبية السلمية، والمقاومة السياسية الذي تقوده منظمة التحرير، وأخيراً خطة بناء مؤسسات الدولة، مع تأكيده أنها جميعاً دائرة متكاملة للوصول إلى الهدف المتمثل بإعلان الدولة.
السؤال الآن؛ كيف يجسد فياض برنامجه المتمثل بـ«المقاومة السلبية» على الأرض؟ الجواب: تماماً كما كان يفعل (المهاتما غاندي) في الهند، فالمهاتما فياض يشارك بين الحين والآخر بالمظاهرات السلمية في بلعين ضد جدار الفصل العنصري! ويعترض طريق الشاحنات القادمة من المستوطنات ليتلف بقدميه "المباركتين" الخضراوات والفواكه بداخلها، وأيضاً، والأهم بالنسبة لمهاتما فلسطين، عدم تفويت مناسبة شعبية دون أن يحشر رعايته الكريمة فيها ليظهر أمام الشعب الفلسطيني قائداً متواضعاً ملتصقاً بهموم شعبه وتراثه! وآخر تلك الرعايات كانت التهام المهاتما فياض لأكبر «رغيف مسخن في العالم» خلال «مهرجان الفرح» الذي انعقد مؤخراً في رام الله. يحضرني هنا بيت شعر لم أعد أذكر صاحبه، يقول:
لو يعرف الخمر أن النذل شاربه/ لأقسم الكرم ألا يحمل العنب
بالتأكيد لا يمكن لأحد أن يعترض على تحركات عفوية يقوم بها شعبٌ ضد الاحتلال، لكن الاعتراض هو على استغلال فياض لهذه التحركات والدفع بها إلى مقدمة خيارات الشعب الفلسطيني، وهو هدف غربي وصهيوني يرمي إلى القضاء على المقاومة الحقيقية على الأرض والتي لا يختلف عاقلان على أنها الطريق الوحيد لتحرير الإنسان الفلسطيني من ظلم التاريخ والجغرافية، وهذا الهدف، أي القضاء على المقاومة، هو أحد المقاصد من وراء إيصال فياض لرئاسة السلطة الفلسطينية، بمعنى آخر: المسألة ليست مسألة التهام فياض للمسخن الفلسطيني ضمن مهرجان تراثي شعبي ولا إتلافه لبضائع من إنتاج المستوطنات الصهيونية، المسألة هي محاولة فياض استنساخ تجربة غريبة عن بيئة القضية الفلسطينية ذاتها بهدف القضاء على تجربة أصيلة ومقدسة في آن، فنجاح «المقاومة السلبية» في الهند لا يستلزم أبداً نجاحها على أرض فلسطين! ولو كان المهاتما غاندي نفسه على أرض فلسطين اليوم لكان خياره بالتأكيد لمواجهة العدو الصهيوني هو المقاومة الحقيقية بمعناها الحربي، وليس بمعناها «المازوخي» الذي يمارسه فياض.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق