(ياسر قشلق )
لكن لو عرّجنا قليلاً على منطقتنا، وطرحنا السؤال على العالم بأسره ومن ضمنهم لجنة الجائزة نفسها: ماذا صنع أوباما لتحقيق السلام في الشرق الأوسط، وهو المنطقة الأكثر دموية وعنفاً في جميع أرجاء المعمورة قاطبةً، سوى حديثه الدبلوماسي العذب وإطلاقه سيل الوعود والنوايا الحسنة؟
لنبدأ من العراق، بلد المليوني شهيد، ولنسأل: هل يكفي مثلاً تحديد موعد انسحاب القوات الأميركية منه حتى نعتبر أوباما رجل سلام دون منازع على جائزة نوبل؟!
إن ما فعله أوباما للعراق لا يعدو كونه صك براءة لواشنطن من نزيف الدماء العراقية! ولنتذكر جيداً كيف تجددت نيران الطائفية عندما حدد أوباما موعد الانسحاب النهائي المفترض في الـ2011، ما يعني أن العراق يحتاج أكثر بكثير من عملية «إذكاء طائفي» -بقصد أو بدون- تأتيه عبر الانسحاب من أراضيه، هو محتاجٌ للعلاج، وكما أن الولايات المتحدة مسؤولة عن خرابه ودماره، فعليها تقع، وبصورة أساسية، مسؤولية علاجه وإعادة بنائه بشكل صحي يكفل وقف مسلسل النزيف الحاصل.
وماذا عن أفغانستان البلد الذي لا يلوح في أفقه لا انسحاب ولا حل ولا أي شيء آخر سوى الموت والخراب والتطرف؟!
أو فلسطين، الرقعة التي أتخمت نوايا حسنة، ألا تستحق عملية السلام فيها، وبصفتها أقدم جرح نازف في العالم، أن يمارس أوباما ضغطاً فعالاً على إسرائيل، عدوّة السلام، من شأنه رسم صورة حقيقية عن رجلٍ نال جائزة نوبل للسلام؟! بكل تأكيد هو يستطيع فعل ذلك، فنظرياً أوراق الضغط الأميركية على إسرائيل لا تُعد ولا تنتهي، لكن هل يملك أوباما ما يكفي من الشجاعة لفعل ذلك؟! أشك في هذا مع الأسف!
إن كانت جائزة «نوبل للسلام» تمنح على أساس الكلام والنوايا الحسنة فباعتقادي أن صائب عريقات يستحقها أكثر فالحياة تفاوض، كما يقول عن نفسه. حتى محمود عباس يستحق نصيباً منها فمنذ أيام أوسلو وما قبلها والرجل يعد بالسلام ويتلقى وعوداً مماثلة. أو قل نتنياهو مثلاً، فيجب تقدير وعده بوضع الفلسطينيين داخل حديقة حيوانات سلمية تحت إشراف عصاباته، ولا أعتقد أن تقديراً آخر له يمكن أن يوازي منحه جائزة «نوبل للسلام»!!.
أقول لأوباما، مع احترمي للّجنة المانحة للجائزة ولجميع من أيد حصولك عليها حول العالم، أنت تفتقر إلى مبرر حقيقي حتى تكون جديراً بالجائزة، ليس لنا، إنما لأطفال أميركا الذين سيقرؤون تاريخك مستقبلاً ويقولون: «أوباما لا يستحقّها»! قدّم لهؤلاء مبرّراً يا أوباما، فالفرصة لا تزال سانحة لفعل ذلك!.
لا شك أن قرار لجنة «نوبل للسلام» منح جائزة هذا العام للرئيس باراك أوباما يحمل في طياته كثيراً من الرسائل الإيجابية، أولها –وأهمها في اعتقادي- رسالة عالمية بإدانة سياسة الإدارة الأميركية الراحلة، دون أسف، والتي حملت شعوب الأرض قاطبةً إثر سياساتها الإجرامية مآسي وصور مؤلمة نتجت عن العنجهية الأميركية غير المسبوقة بالتفرد بالقرارات الدولية.
وربما من النافل أن نقول: إن أوباما دأب خلال التسعة أشهر المنصرمة، مدة توليه إدارة البيت الأبيض، على تغيير صورة أميركا التي شوّهها بوش خلال فترتي حكمه، كما عمل على زيادة نهج الحوار مع الآخر على حساب التشنج والجنوح في الرأي الذي كان صفةً ملازمة لاتخاذ القرارات عند سلفه.
وحتى نكون منصفين أكثر؛ يمكن أن نعتبر بعض القرارات التي اتخذتها إدارة أوباما، في فترتها القصيرة نسبياً، إيجابية إلى حد بعيد، وتصب في إطار تعزيز السلم والأمن العالميين، مثال ذلك قرار أوباما إلغاء الدرع الصاروخية الأميركية في أوروبا، وتعهده في حزيران الماضي خفض الترسانة النووية الأميركية، وتعهده في غير مناسبة اعتماد الدبلوماسية كنهج للتعامل مع الملف النووي الإيراني.وربما من النافل أن نقول: إن أوباما دأب خلال التسعة أشهر المنصرمة، مدة توليه إدارة البيت الأبيض، على تغيير صورة أميركا التي شوّهها بوش خلال فترتي حكمه، كما عمل على زيادة نهج الحوار مع الآخر على حساب التشنج والجنوح في الرأي الذي كان صفةً ملازمة لاتخاذ القرارات عند سلفه.
لكن لو عرّجنا قليلاً على منطقتنا، وطرحنا السؤال على العالم بأسره ومن ضمنهم لجنة الجائزة نفسها: ماذا صنع أوباما لتحقيق السلام في الشرق الأوسط، وهو المنطقة الأكثر دموية وعنفاً في جميع أرجاء المعمورة قاطبةً، سوى حديثه الدبلوماسي العذب وإطلاقه سيل الوعود والنوايا الحسنة؟
لنبدأ من العراق، بلد المليوني شهيد، ولنسأل: هل يكفي مثلاً تحديد موعد انسحاب القوات الأميركية منه حتى نعتبر أوباما رجل سلام دون منازع على جائزة نوبل؟!
إن ما فعله أوباما للعراق لا يعدو كونه صك براءة لواشنطن من نزيف الدماء العراقية! ولنتذكر جيداً كيف تجددت نيران الطائفية عندما حدد أوباما موعد الانسحاب النهائي المفترض في الـ2011، ما يعني أن العراق يحتاج أكثر بكثير من عملية «إذكاء طائفي» -بقصد أو بدون- تأتيه عبر الانسحاب من أراضيه، هو محتاجٌ للعلاج، وكما أن الولايات المتحدة مسؤولة عن خرابه ودماره، فعليها تقع، وبصورة أساسية، مسؤولية علاجه وإعادة بنائه بشكل صحي يكفل وقف مسلسل النزيف الحاصل.
وماذا عن أفغانستان البلد الذي لا يلوح في أفقه لا انسحاب ولا حل ولا أي شيء آخر سوى الموت والخراب والتطرف؟!
أو فلسطين، الرقعة التي أتخمت نوايا حسنة، ألا تستحق عملية السلام فيها، وبصفتها أقدم جرح نازف في العالم، أن يمارس أوباما ضغطاً فعالاً على إسرائيل، عدوّة السلام، من شأنه رسم صورة حقيقية عن رجلٍ نال جائزة نوبل للسلام؟! بكل تأكيد هو يستطيع فعل ذلك، فنظرياً أوراق الضغط الأميركية على إسرائيل لا تُعد ولا تنتهي، لكن هل يملك أوباما ما يكفي من الشجاعة لفعل ذلك؟! أشك في هذا مع الأسف!
إن كانت جائزة «نوبل للسلام» تمنح على أساس الكلام والنوايا الحسنة فباعتقادي أن صائب عريقات يستحقها أكثر فالحياة تفاوض، كما يقول عن نفسه. حتى محمود عباس يستحق نصيباً منها فمنذ أيام أوسلو وما قبلها والرجل يعد بالسلام ويتلقى وعوداً مماثلة. أو قل نتنياهو مثلاً، فيجب تقدير وعده بوضع الفلسطينيين داخل حديقة حيوانات سلمية تحت إشراف عصاباته، ولا أعتقد أن تقديراً آخر له يمكن أن يوازي منحه جائزة «نوبل للسلام»!!.
أقول لأوباما، مع احترمي للّجنة المانحة للجائزة ولجميع من أيد حصولك عليها حول العالم، أنت تفتقر إلى مبرر حقيقي حتى تكون جديراً بالجائزة، ليس لنا، إنما لأطفال أميركا الذين سيقرؤون تاريخك مستقبلاً ويقولون: «أوباما لا يستحقّها»! قدّم لهؤلاء مبرّراً يا أوباما، فالفرصة لا تزال سانحة لفعل ذلك!.
( دي برس)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق