2013/10/31

جنيف 2 بحضور.. الصحابة (1)

 (ياسر قشلق)
طالما أن الخلاف مستمر حول من سيحضر مؤتمر جنيف2، وطالما أن هذا الخلاف هو العائق المبدئي الحائل دون انعقاد المؤتمر، ولأن باب ترشيحات الحضور لم يغلق بعد، ولأن الفتنة استيقظت وانتهى الأمر، ولأننا نحاسب
بعضنا البعض على دماءٍ عمرها أكثر من ألف وأربعمئة عام، أقترح – أنا المثقل بهموم الطائفية – أن يستدعى إلى جنيف2 جميع الصحابة رضوان الله عليهم. نعم يا سادتي، فليحضروا المؤتمر عنا بوصفهم ممثلين شرعيين، شعبيين، دينيين، تاريخيين وحربيين لنا. وليحضروا المؤتمر بوصفهم شاهدين على ماضٍ يرفض العبور للسماء حتى يستريح حاضرنا. وليحضروا المؤتمر ليرفعوا سيوفهم عن رقاب أطفالنا. وليحضروا المؤتمر لينام هذا الوطن.. إما أن يحضر الصحابة الذين استدعيناهم من قبورهم إلى المؤتمر، أو أن نقتنع بأن الماضي انتهى، ولنستخرج للمكابرين شهادة وفاة لصحابة رسول الله، تؤكد أنهم أصبحوا جزءاً من الماضي ومن غير اللائق بنا أن نستمر بالاقتتال نصرةً لهم، علينا أن نقتنع أن الصحابة لن يستريحوا بقتالنا إنما ببناء أوطاننا، وعلينا أن نقتنع أخيراً أنه لا يمكن لنا محاكمة الماضي مهما بذلنا من دماء لذلك فلم يعد لدينا حقيقةً لا متهمين ولا شهود نسمع أقوالهم. الفتنة استيقظت نعم، لكن لم يفت الأوان لإخمادها، وبالتأكيد لن تخمد بصب نفط الخليج فوق نارها، ولن تخمد بالدماء، ولا بتراكم الجثث فوقها، ما يطفئ نار الفتنة هو التطلع للمستقبل، والتذكر أن هناك عدو مشترك لنا جميعاً اسمه "إسرائيل" ينظر إلينا بوصفنا جميعاً أقليّات وجهلة وموبوؤون، يطفئ نار الفتنة التوقف عن محاولة إقناع أعدائنا بأننا كبار ونحن بنظرهم صغار بل وصغار جداً.. يطفئ نار الفتنة تفكيرنا بشكل حقيقي كالكبار بالفعل.

ليست هناك تعليقات: