(ياسر قشلق)
كثر السؤال عن مخيم اليرموك.. لا أدري حقيقةً بماذا أجيب؟ وهل من إجابةٍ أدلُّ على فشلنا بإنقاذ أهلنا أبلغ من موتهم جوعاً؟!!! نعم فشلنا، وأكتب إليكم عن هذا الفشل بإنقاذ أهلنا في المخيم وقلبي يعتصر ألماً.. وأعلم أن ألمنا
ولو تفجر دماً وناراً سيكون أرحم بكثيرٍ من دمعة أمٍّ في المخيم تبكي أطفالها المحتضرين جوعاً. أتألم ولا أملك سوى حسرة تلتهب في صدري بعد أن تكسرت كل الجهود التي بذلتها على صخرة العناد والاستكبار والغباء والمصالح والرغبات.. خصوصاً عندما أتذكر كم من تحذيرٍ أطلقنا لإبعاد المخيم عن الانزلاق بهذا الجرف، إلا أن بعض الفصائل، ومع الأسف، فضلت مصالحها الشخصية على مصالح شعبها، وهي اليوم تدور حول نفسها كالعقرب المحبوس في دائرة ندماً على ما فعلت بنفسها وبشعبها. حين اشتد الحصار على أهلنا في غزة تحدّيت العدو الصهيوني والعرب وركبت البحر لفداء شعبي.. وبتضافر عدة إرادات حرة حول العالم نجحنا بكسر إرادة الصهاينة، والجميع يعلم كيف أصبح حصار غزة لاحقاً بروباغاندا إعلامية في كثيرٍ من التفاصيل. أما في مخيم اليرموك فيال حجم المؤامرة المستعرة؟!! فلمراتٍ كثيرة، يعلم الله وحده عددها، ننجح بتسيير شاحنات لإغاثة أهلنا في الداخل، لكنها تفشل بتخطي أمتار قليلة داخل المخيم. ولمراتٍ كثيرة نفعل المستحيل لإنجاح مبادرات وقف إطلاق نار لكنها تفشل أمام فوهة أي بندقية بيد صبيٍّ يشعر بأن المبادرة تمس مصالحه الضيقة. فهل يعقل أن يكون عدونا الصهيوني أكثر شرفاً من أولئك الذي يأخذون أهلنا رهينةً لديهم؟!! حصيلة عام من ضياع المخيم بالتأكيد مؤسفة، وهي أن عشرين ألفاً من أهلنا اليوم يحتضرون جوعاً وبرداً وهم أسارى للعناد والاستكبار والغباء والمصالح والرغبات.. ولا يقوى أحدٌ على مد يد العون لهم، والأكثر أسفاً من كل ذلك أن تشابك المصالح بين من هم في الداخل ومن في الخارج أعقد بكثير من أن يلوح حلٌ ما قريباً في الأفق. أجرينا - ونجري بشكل يومي - العديد من الاتصالات مع القادة والمسؤولين ولم نفلح بجمع قرارهم على مبادرة واحدة! وأنا أدعو مجدداً لتضافر المزيد من الجهود لإنقاذ المخيم؟ ولكني محتار من أدعو؟ هل أدعو نقيب الفنانين محمود عباس لينهي هذه المسرحية؟! أم أمير المؤمنين في غزة الذي يعتقد أن المحاصرين داخل المخيم ليسوا مسلمين فيتناسى أمرهم؟ هل أدعو اليسار وأقسم لهم أن المحاصرين في المخيم ماركسيين؟ أم الفاتيكان وأرجوه أن المحاصرين باتوا أقلية دينها الجوع الكاثوليكي الحنيف؟ من أدعو؟!! صدقوني لن يسمع أحد ندائي ولا ندائكم، فالجميع مشغولون بإقامة حفلات تكاذب للشذوذ الوطني، أما المسلحين في الداخل فقرارهم ليس بيدهم فهم مجرد أذناب يتلاعب بها العدو الصهيوني، ولا أمل فيهم ليتخذوا قراراً بالانسحاب من المخيم، أو السماح لأهلنا بالخروج منه. ليس القصد مما أكتب هو أن نمارس طقوس اللطم والندب على مخيم اليرموك، فنحن لم ولن نيأس، ولن نتخلى عن مسؤولياتنا التي نعتبرها واجب أخلاقي وليس تكليف سياسي، وجهودنا متواصلة ونعمل حالياً أن يكون هناك ممر آمن لخروج أهلنا سالمين من هناك، ونتمنى أن تتكلل جهودنا بالنجاح، علماً أنه لم يكن لدي رغبة بالحديث عن مساعينا أملاً بإنجاحها. سيذكر التاريخ يوماً مخيم اليرموك.. ولن يرحم أحداً..
كثر السؤال عن مخيم اليرموك.. لا أدري حقيقةً بماذا أجيب؟ وهل من إجابةٍ أدلُّ على فشلنا بإنقاذ أهلنا أبلغ من موتهم جوعاً؟!!! نعم فشلنا، وأكتب إليكم عن هذا الفشل بإنقاذ أهلنا في المخيم وقلبي يعتصر ألماً.. وأعلم أن ألمنا
ولو تفجر دماً وناراً سيكون أرحم بكثيرٍ من دمعة أمٍّ في المخيم تبكي أطفالها المحتضرين جوعاً. أتألم ولا أملك سوى حسرة تلتهب في صدري بعد أن تكسرت كل الجهود التي بذلتها على صخرة العناد والاستكبار والغباء والمصالح والرغبات.. خصوصاً عندما أتذكر كم من تحذيرٍ أطلقنا لإبعاد المخيم عن الانزلاق بهذا الجرف، إلا أن بعض الفصائل، ومع الأسف، فضلت مصالحها الشخصية على مصالح شعبها، وهي اليوم تدور حول نفسها كالعقرب المحبوس في دائرة ندماً على ما فعلت بنفسها وبشعبها. حين اشتد الحصار على أهلنا في غزة تحدّيت العدو الصهيوني والعرب وركبت البحر لفداء شعبي.. وبتضافر عدة إرادات حرة حول العالم نجحنا بكسر إرادة الصهاينة، والجميع يعلم كيف أصبح حصار غزة لاحقاً بروباغاندا إعلامية في كثيرٍ من التفاصيل. أما في مخيم اليرموك فيال حجم المؤامرة المستعرة؟!! فلمراتٍ كثيرة، يعلم الله وحده عددها، ننجح بتسيير شاحنات لإغاثة أهلنا في الداخل، لكنها تفشل بتخطي أمتار قليلة داخل المخيم. ولمراتٍ كثيرة نفعل المستحيل لإنجاح مبادرات وقف إطلاق نار لكنها تفشل أمام فوهة أي بندقية بيد صبيٍّ يشعر بأن المبادرة تمس مصالحه الضيقة. فهل يعقل أن يكون عدونا الصهيوني أكثر شرفاً من أولئك الذي يأخذون أهلنا رهينةً لديهم؟!! حصيلة عام من ضياع المخيم بالتأكيد مؤسفة، وهي أن عشرين ألفاً من أهلنا اليوم يحتضرون جوعاً وبرداً وهم أسارى للعناد والاستكبار والغباء والمصالح والرغبات.. ولا يقوى أحدٌ على مد يد العون لهم، والأكثر أسفاً من كل ذلك أن تشابك المصالح بين من هم في الداخل ومن في الخارج أعقد بكثير من أن يلوح حلٌ ما قريباً في الأفق. أجرينا - ونجري بشكل يومي - العديد من الاتصالات مع القادة والمسؤولين ولم نفلح بجمع قرارهم على مبادرة واحدة! وأنا أدعو مجدداً لتضافر المزيد من الجهود لإنقاذ المخيم؟ ولكني محتار من أدعو؟ هل أدعو نقيب الفنانين محمود عباس لينهي هذه المسرحية؟! أم أمير المؤمنين في غزة الذي يعتقد أن المحاصرين داخل المخيم ليسوا مسلمين فيتناسى أمرهم؟ هل أدعو اليسار وأقسم لهم أن المحاصرين في المخيم ماركسيين؟ أم الفاتيكان وأرجوه أن المحاصرين باتوا أقلية دينها الجوع الكاثوليكي الحنيف؟ من أدعو؟!! صدقوني لن يسمع أحد ندائي ولا ندائكم، فالجميع مشغولون بإقامة حفلات تكاذب للشذوذ الوطني، أما المسلحين في الداخل فقرارهم ليس بيدهم فهم مجرد أذناب يتلاعب بها العدو الصهيوني، ولا أمل فيهم ليتخذوا قراراً بالانسحاب من المخيم، أو السماح لأهلنا بالخروج منه. ليس القصد مما أكتب هو أن نمارس طقوس اللطم والندب على مخيم اليرموك، فنحن لم ولن نيأس، ولن نتخلى عن مسؤولياتنا التي نعتبرها واجب أخلاقي وليس تكليف سياسي، وجهودنا متواصلة ونعمل حالياً أن يكون هناك ممر آمن لخروج أهلنا سالمين من هناك، ونتمنى أن تتكلل جهودنا بالنجاح، علماً أنه لم يكن لدي رغبة بالحديث عن مساعينا أملاً بإنجاحها. سيذكر التاريخ يوماً مخيم اليرموك.. ولن يرحم أحداً..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق