2014/01/04

الوعي العربي الزائف

(ياسر قشلق)
 ألقى علماء وعرافو وخبراء.. الفلك كل ما في جعبتهم للعام الجديد 2014، توقعوا مصير بلدان وأحداث وثورات وفورات، وتوقعوا مصير شخصيات سياسية وعامة وفنية.. إلى ما هناك، لقد تحدثوا عن كل شيء بالتفاصيل،
أو هكذا اعتقدوا، لكنهم لم يتحدثوا ولو بإشارة خافتة إلى "إسرائيل"!! هل يعقل أن "إسرائيل" خارج دائرة التوقعات؟! لو أن عرافاً توقع مثلاً أن زلزالاً سيضرب "إسرائيل" خلال العام الجديد، أو أن يصاب رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال بالزكام، هل من المعقول ألا يصاب أحد بالزكام داخل هذا الكيان؟! لو قال أحدهم أن فضيحة مدوية ستحصل داخل "إسرائيل" ويلمح إلى أن ليفني لديها ابن غير شرعي من صائب عريقات! ماذا سيحصل؟! ماذا سيحصل لو أن عالم فلك توقع زوال هذا الكيان نتيجة موت أحدهم أو خيانة أحدهم..؟! وإن كان فعلاً "كذب المنجمون ولو صدقوا"، لماذا لا نكذب على الأقل حول أعدائنا..؟! بالحقيقة، هناك إجابتان، فإمّا أننا لا نجرؤ حتى على اختلاق الأكاذيب عنهم، أو أن "إسرائيل" كفكر وككيان وكمحتل وكوجود غير طبيعي داخل أرضنا.. ليست ضمن دائرة اهتماماتنا بالمطلق. وصراحةً، أكاد أميل للإجابة الثانية، فالشارع العربي مهتم ومعني بماذا سيحصل مثلاً لهيفاء وهبي، لكنه غير معني بالذي يجري داخل "إسرائيل".. فـ"إسرائيل" خارج دائرة الوعي العربي. وأكاد أجزم أن بداية زوال "إسرائيل" لا يبدأ إلا بإعادة إدخالها لمجال الوعي العربي، فكيف لك أن تحارب عدواً لا تفكر فيه؟ وأضيف على ذلك أن "إسرائيل" تُبعد قدرها المحتوم، أقصد زوالها، من خلال إشغال العرب بمشاكل هامشية تبعدها عن اهتمامهم المباشر.. "إسرائيل" تشيع وتتبنى، بل وتدجّن، الوعي العربي الزائف.

ليست هناك تعليقات: