2014/01/27

ديني هو دين الجائعين

(ياسر قشلق)
 وهكذا.. يراد لنا أن نصفق بحرارة لخارطةٍ جديدةٍ يرسموها لأوطاننا وتخلو من فلسطين.. وهكذا أيضاً.. يراد لنا أن نسكت عن الجريمة بسرور كما سكتت مرةً شهرزاد عن الكلام المباح.. لكنّي أريد أن أقول كلاماً غير مباح: كل
الاتفاقات التي وقّعت، وستوقّع، بين (المفاوضين – المقاومين – الثوار - القادة.. سموهم ما شئتم) وبين عدونا الصهيوني ومن شئنها تصفية القضية الفلسطينية وفق أهواء وإرادة عدونا سنتصدى لها بالسيف والنار، ولن تكون أي اتفاقية جديدة نهاية الحكاية، بل هي بداية الولادة لوطننا، ولادة سنرسمها نحن الجيل الحالي، ولن ننتظر أجيالاً جديدة. بداية ولادة تقول: "لقد تغيرنا.. لن نقبل بعد اليوم طوافاً حول كعبة محتلة، ولا أجراساً تقرع من كنيسةٍ محتلة، ولا مسيحاً يرتقي صليباً فوق أرضٍ محتلة..". أنا على دين وطني فلسطين.. على دين من ماتوا جوعاً داخل مخيم اليرموك على أيدي العرب، لن أكذب بعد اليوم على شعبي: فقاتلكم أيها الموتى واحد، قاتلكم يتحدث بلسانٍ عربي فصيح، ويأكل بكامل تلذذه المنسف العربي، ويفاخر بغضب بالتاريخ العربي، قاتلكم يا أبناء ديني.. عربي. أتخموك بالحديث عن الوحدة العربية يا ابن ديني.. وبعد أن شردوك في بلاد الله.. وبعد أن غرقت في البحر.. وبعد أن مت جوعاً.. حققوا وحدتهم، ويال براءة الصدفة، وحدتهم كانت مع عدوك "الإسرائيلي".. أعلن منذ اليوم.. أنني سأبصق من فمي كل الانفصاليين، الانعزاليين، الملحدين، الإسلاميين، الشيوعيين، القوميين، الليبراليين، الراديكاليين، وكل من شئتم، وأعود لأقول: أنا فلسطيني فقط.. وديني هو دين الجائعين .

ليست هناك تعليقات: