2014/02/18

أنا مسلم.. وهذه هويتي

( ياسر قشلق)
 قصة العداء الغربي - وبالأخص الأميركي - للإسلام قصة مكررة، وأصبحت تُكذب لكثرة تكرارها، بل إني أستطيع القول: إن القصة لا تكرر إلا لتبدو قصة ساذجة وسخيفة، لتكذب لاحقاً بناءً على ذلك. العداء الأميركي للإسلام عداء قديم، بدء بالتجسد الفعلي بعد زوال ما كان يُعرف بالخطر الشيوعي وحاجة أميركا إلى عدو جديد، فأظهرت ما كانت
تخفيه من عداوتها للإسلام، وربّت وحشاً اسمه القاعدة وألصقت على جبينه بالبوند العريض عبارة: صُنع في الإسلام. قلت سابقاً ضمن مجموعة مقالات كتبتها عن الإخوان المسلمين أن أميركا تستهدف من خلف عدائها هذا القضاء على الإسلام الروحي كاملاً بوصفه هويةً ومنهج حياة متكامل، ووجدت أن أقصر طريق يوصلها لهذه النتيجة هو من خلال القضاء على الإسلام السياسي متمثلاً مرّةً بطالبان وأخرى بالإخوان المسلمين، فعبّدت لهما الطريق للحكم في أفغانستان ومصر وفق نظرية: "أعط عدوّك ما يكفي من الحبل ليشنق نفسه".. وخطت نتيجة ذلك خطوات متقدمة على طريق القضاء على الهوية الإسلامية، وهذه حقيقة لا يمكن نكرانها. ومن تجليات النجاح الأميركي أن كثيراً من المسلمين باتوا يستحون من هويتهم الإسلامية، أصبحوا يعتبرون أن الإسلام أصبح شتيمة، إلى جانب العروبة طبعاً. هذا الانسلاخ عن الهوية هو جل ما تتمناه أميركا.. تريد أناساً فارغي الرؤوس، وتعلم أن الإسلام يمكن أن يملأ فراغ الكون بأسره، تريد أنساً متخبطين دون هدف، وتعلم ماهية الأهداف في الإسلام.. لا أريد الإطالة أكثر هنا وسأعود للموضوع ثانية بمزيدٍ من الإسهاب.. جل ما أردت قوله اليوم هو إن حوامل الإسلام السياسي في مجتمعاتنا مفقودة، بينما حوامل الإسلام بوصفه هوية وبناء روحي متكامل موجودة حتى لو استطاع الغرب تشويهها من خلال أدوات لا تنتمي للإسلام، وبشكلٍ شخصي: إن كان عداء أميركا للإسلام أعاد لي الإسلام كهوية، فإن المتطرّفين الجدد أو الصهاينة الجدد من أمثال القاعدة وداعش والنصرة.. أعادوا لي الإسلام السني المعتدل كمنهج وأسلوب حياة، وأعادوا لي القدس كمرجعية. قصارى القول: أنا مسلم.. وهذه هويتي.

ليست هناك تعليقات: