2014/02/19

سايكس - بيكو.. وداعاً!!

( ياسر قشلق)
 المنطقة العربية بأسرها من العراق إلى اليمن فدمشق وبيروت وصولاً إلى غزة تسير على غير هدى وهي معدّة لانفجارٍ كبير بأية لحظة، في هذا الوقت يضبط مسيرها الأعمى أصوات الانفجارات أحياناً أو وقع الزيارات التي
تشهدها، أو يضبطها اتفاق نووي هنا أو كيماوي هناك. قلت سابقاً إن زيارة كيري إلى الرياض سينتج عنها حكومة لبنانية، وهاهي الحكومة قد شكلت بالفعل، ولو أنها بدأت الرقص سريعاً على أصوات الانفجارات. اتفاق إيران النووي، الذي سيوقّع بالفعل بالنهاية، هو الآخر قيل أنه سيكون اتفاقاً شاملاً على المنطقة العربية بأسرها.. وهو ما سيكون ولكن على الطريقة الأميركية، فالأميركان سيكتفون باتفاق "جنتلمان" شفهي مع الإيرانيين ينص على اعتراف أميركي بقدرة إيران على إغلاق مضيق هرمز يقابله اعتراف إيراني بقدرة الأميركان على فتحه مجدداً، ويغلفه اعتراف الطرفان أنهما بالنتيجة سيخسران معاً، الأمر الذي يقتضي احترام الطرفين لبعضهما وإعطاء الإيرانيين دوراً في المنطقة تحت الرعاية الأميركية، ليتحولا من الخسارة إلى الربح الأكيد. وعلى ذكر الربح والخسارة، لن تربح "المعارضة السورية" صواريخ ستينغر، فهذه لم يستطع أي اتفاق أو تفجير أو زيارة أن يستوعبها، كما أن "معركة درعا" التي بات الإعلام يطبل لها لن تكون، وهذه الأخرى لم يستطع أحد تمريرها، حتى المراهنين على زيارة أوباما المقبلة لجلالة الكبش أخطئوا في حساباتهم، فهذه الزيارة هدفها مع الأسف فلسطين. أعود لأكرر إن المنطقة العربية بأسرها معدة لتفجير كبير.. وهذا يجعلها ملفّاً واحداً وليست مجموعة ملفات، والتفجير المقبل سيفرضه الواقع، واقع لن يلقي بالاً للمرحومان: سايكس وبيكو..

ليست هناك تعليقات: