2014/02/09

 عبث لا طائل منه..

( ياسر قشلق)
 تتعطل السياسة بتعطل وظائفها. وإن كانت إحدى أهم وظائف السياسة هو إعادة تكييف الوقائع لإنتاج مستقبل أفضل، فإن حقيقة انتفاء هذه الوقائع أو تشوهها يعني انتفاء عمل السياسة برمتها. وهذا لا ينطبق فقط على
سوريا بسبب الحرب الدائرة، بل يمكن تعميمه على المنطقة بأسرها. لذلك يمكنني القول: لا يمكن لسوريا أن تتلمس حلاً عبر السياسة قبل أن يهدأ أزيز الرصاص وهدير المدافع، وكل المؤتمرات والندوات والحوارات الجارية ما هي في حقيقة الأمر سوى محطات لهدر الوقت بانتظار انتهاء المعركة، فعلى مر التاريخ لم يفلح مؤتمر بإنهاء حرب، الحرب تنتهي بخسارة أحد الطرفين فقط. يتوقع الناس أن يجلس المتفاوضون في جنيف، حول بحيرة خلابة أمام مشاهد طبيعية ساحرة ليتباحثوا كيف يوقفون حرباً دموية كلفت عشرات آلاف البشر حتى الآن.. هذا عبث سياسي لا طائل منه. أعود لأؤكد هنا على كلامٍ سبق لي أن ذكرته، سوريا لا تحتاج إلى حلٍ سياسي - لا في هذه الفترة ولا لاحقاً – بقدر حاجتها إلى حلٍّ اجتماعي، يجب على السوريين إعادة بناء مجتمعهم بخارطة طريق اجتماعية، على السوريين إعادة إنتاج أنفسهم بمواصفات أقل كراهية للآخر، أقل حقد وعداوة، بذلك فقط يمكن الركون إلى اقتراب نهاية هذه الحرب، وعدا ذلك ليس أكثر من عبث.. عبث لا طائل منه.

ليست هناك تعليقات: