2014/07/23

فلسطين.. وغريزة البقاء 

(ياسر قشلق)
باتت الصورة تصبح أكثر تمايزاً ووضوحاً يوماً بعد آخر وعدواناً صهيونياً يلي عدواناً.. شعبٌ فلسطيني لا يرى في الدنيا أرضاً يمكن لها أن تكون وطناً يجسد أحلامه وطموحاته غير فلسطين، مقابل بعض الشعوب والأنظمة العربية التي تزداد حبّاً وهياماً بالصهيوني محتل هذه الأرض وكرهاً وبغضاً للفلسطيني المطرود منها. طبعاً، الحل
البديهي لهذه المشكلة هو بأن يأخذ أكثر الشعوب العربية حباً بالصهيونية قطعان الصهاينة إلى أرضه، ويندمجوا معهم بوصفهم أقلية لا بديل عن احتضانها ورعايتها كما يعتقدون.. أما نحن الفلسطينيون فلم ولن نستطيع الاندماج مع أحد، نحن انفصاليون، طموحنا الانفصال عن كل المجتمعات العربية والعودة إلى وطننا فلسطين. العدوان الحالي على غزة لن يكون الأخير، ولن يكون هناك حل إلا بعودة اليهود إلى أرضهم ونحن إلى أرضنا.. ويبقى أن لدى الصهاينة من الخيارات المفتوحة ما يميزهم عنا، فهم لديهم العديد من الدول العربية التي يمكن لهم العودة إليها سواء أكانت خليجية أو من دول الجوار، أما نحن الفلسطينيون فلا خيار لدينا سوى بالعودة إلى فلسطين. أخيراً لا بد وأن ندعو الله أن يحفظ لبعض العرب حبهم للصهاينة وكرههم لنا، فبهذه المفارقة بين الحب والكره تبدو فلسطين بالنسبة لنا خياراً لا بديل له.. خياراً يتساوى مع غريزة البقاء.

ليست هناك تعليقات: