2014/08/06

وانتصرت أرض الله.. غزة

ياسر قشلق

 ( ياسر قشلق)
 وانتصرت غزة.. انتصرت على جيش الدفاع العربي أعني ما كان يسمى بـ"الإسرائيلي".. كل طفلٍ في غزة انتصر.. انتصر على جيشٍ عربي مهزوم، مخبئ الأسلحة ومغطى الوجه بذله، انتصر على أمّةٍ لا دماء في عروقها ولا خجل، انتصر على كل قطرة ذلٍ عربية قبل أن يعلن انتصاره على "إسرائيل". هكذا تعلمنا غزة.. هكذا يعلمنا شعبها الذي نفتخر بالانتماء إليه، وستتمنى شعوب العالم قاطبةً لو أنهاتنتمي إليه.. هكذا تعلمنا غزة أنها أكبر من كل المقدسات.. تعلمنا أن لها الحق بالحج إليها والطواف حولها.. وأنها مسرى كل الأنبياء وأرض جميع الرسالات..

هكذا تعلمنا كيف يصدح الآذان من كنائسها، وكيف يُسمع رنين أجراسٍ دوّت من مساجدها كل من به صمم. غزة الرقعة الوحيدة في العالم التي يليق بها تسمية "أرض الله" تعلمنا أن لا دين في الأرض إلا دين كرامتها.. دين أبطالها.. ودين شهدائها.. غزة من جديد تكسر أنف الغازي، تكسر أنف جيشٍ همجي استقوى عليها بالعروبيين، وبالإسلاميين، وبالقوميين، وباليساريين، وبالناصريين، وباليمينيين، وحتى بالإخونجيين.. قدم أصغر طفلٍ غزّي بكل تسمياتكم، وبأحزابكم، وحركاتكم وانتماءاتكم.. قدم أصغر طفلٍ غزّي بكل ما كُتب من مؤلفات الذل، من آدم سميث مروراً بلينين ووصولاً لحسن البنا. فقدم أصغر طفلٍ غزّي أنقى وأشرف من كل مرجعيات الذُل منذ بداية التاريخ حتى نهايته.. * * * * * لا وقت لديك للمفاوضات.. فأنت في بداية الأمر كنت فلسطينياً والعالم كله يختلف عنك، وجعلت لزاماً على كل من يتجرأ على كتابة تاريخك أن يطوف حول الشجاعية قبل أن يرمي عدوّه بجمرات الغضب. لا وقت لديك للمفاوضات.. فقد غيرت تاريخ العالم وأعلنت ميلاد الإنسانية يوم نزلت عن الصليب.. وغيرت الجغرافيا بأول نفقٍ للكرامة حفرته بأنياب الغضب، فأصبح نصفنا برٌ ونصفنا بحر.. فعن أية مفاوضات يحدثوك أصحاب الدم البارد؟! أما آن لهم أن يفهموا أن لا مكان ممكنٌ لأبنائهم اليهود في فلسطينك؟! ألم يستطيعوا أن يدركوا عجزهم حتى عن انتزاع كلمة ذلٍ أو هزيمة من فم واحدٍ من مليون وسبعمائة ألف بطلٍ يعيشون في غزة أرض الكرامة.. أرض الله؟!!

ليست هناك تعليقات: