2014/08/09

يوم ألقت أمريكا في البحر كيساً وأسمته أسامة!! (1)

(ياسر قشلق)
نخبنا الثقافية والسياسية تحتار اليوم بأمر داعش. هل هي القاعدة؟! أم انشقت عنها؟ أليس من أسس القاعدة واعترف بذلك هو نفسه الذي أنشأ داعش؟ إن كانت القاعدة هي الذراع العسكري لـ"إسرائيل" أليست تحركات داعش اليوم تعد امتداداً لذات النهج؟!!



*  * * * *
من المؤسف بمكان أن ننتظر أوباما أو وزير خارجيته جون كيري عشرة أو عشرين سنة أخرى ليقرر أحدهما كتابة مذكراته حتى نعرف ما يدور اليوم في عالمنا وكيف ظهرت داعش ومن رسم خارطتها ووجّهها لتستولي عليها. هذا ما تريده منا النخب السياسية والثقافية العربية.. تريدنا أن ننتظر، ولا أدل على ذلك من الحفاوة غير المسبوقة بمذكرات وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون التي أصدرتها أخيراً وتحدثت خلالها كيف اخترعت أميركا "القاعدة" لمواجهة الشيوعية متمثلة بالاتحاد السوفييتي.
ربما الأجدى من ذلك – برأيي - هو انتظار أبو بكر البغدادي ليتحدث بإحدى خطبه العصماء عما يدور بين الثلاثي المرح: أمريكا وإيران والسعودية!
ما يثير الاستغراب أنه ومع استفحال خطر داعش اليوم لم يعد أحد يأتي على ذكر القاعدة، لا أحد يسأل عن الظواهري، ولا عن الكيس الذي ألقته أمريكا في البحر يوماً وأسمته أسامة بن لادن!!
كيف نسينا القاعدة وقد كنا – ومعنا العالم – قبل برهةٍ من الزمن نتهمها بكل حادثٍ يقع في العالم حتى لو كان حادث سير؟!
لماذا لم نعد ننتظر تقارير "الجزيرة" عن القاعدة، وقد كانت قبل مدة قصير الوكيلة الحصرية لكل أعمال الظواهري الفنية، أعني الإرهابية؟!!
أين أمراء القاعدة اليوم في بلاد المغرب والصومال وبلاد الشام؟!! أين القاعدة في أفغانستان موطنها الأصلي..؟!!
لقد اختفى كل شيء فجأة وحل مكانه داعش.. ولأكون أكثر دقة: لقد اختفى كل شيء في نفس اليوم الذي ألقت فيه أمريكا كيساً في البحر.. وأسمته أسامة!!
دعونا نكون منصفين مع أنفسنا على الأقل ونعترف أن ذاكرتنا قصيرة مثل ذاكرة الذباب، لقد نسينا سريعاً أمر القاعدة وانشغلنا بداعش، وسننسى قريباً أمرها لننشغل بأي مسخٍ آخر يساق إلينا..
وللحديث بقية..

ليست هناك تعليقات: