(ياسر قشلق)
سمعت وقرأت آلاف التحليلات والتفسيرات عن ظهور داعش.. وقرأت ما يعادلها عن مخططات لـCIA وأخرى لأجهزة الاستخبارات الغربية والعالمية للنيل من عالمنا العربي.. الكل يخطط للنيل منا، فماذا نخطط لهم؟ بل إن السؤال الأهم: ماذا نخطط لنحفظ أنفسنا؟!!
أريد أن أوجه سؤالاً وحيداً للعرب المصرّين على اعتناق نظرية المؤامرة بنسختها العربية ديناً ومنهجاً في تفسير كل ما يدور من فشل وتخلف في عالمنا العربي: هل عالمنا العربي محصن ضد أي عدو مهما كان سفيهاً أو ضعيفاً حتى تحيك لنا المؤامرات القوى العظمى في العالم؟!!
مها طه
لا أريد إنكار نظرية المؤامرة لكني أريد تحطيم هذا الصنم العربي المسمى زوراً بالمؤامرة. فبرأيي الشخصي، نحن أقل شأناً من حجم المؤامرة التي نظن أنها تحاك ضدنا، هذا أمر، والأمر الآخر الأكثر أهمية: ما حاجة الغرب للتآمر علينا وكل شيء لدينا متاح له؟
كيف لنا أن ننسى أن نفطنا تستخرجه شركاتهم؟!!
كيف لنا أن ننسى أن ثرواتنا وحساباتنا وأموالنا في بنوكهم؟!!
كيف لنا أن ننسى أن آثارنا وحضارتنا في متاحفهم؟!!
كيف لنا أن ننسى أن مثقفينا وعلماءنا وصفوة مجتمعاتنا في جامعاتهم ومراكز بحوثهم؟!!
كيف ننسى أن مخططاتنا التنموية والاقتصادية والثقافية... هي من نتاجهم؟!!
فهل بعد هذا ثمة شعب من شعوب العالم مكشوف للآخر كانكشافنا نحن؟!!
وهل ثمة حاجة حقاً للآخر أن يخطط للنيل منا ويتآمر علينا بعد كل ما فعلناه بأنفسنا؟!!
نحن لسنا في حصن حصين، لا سياسياً ولا اقتصادياً ولا عسكرياً ولا ثقافياً، فإن كان ثمة من لوم فإنه يقع على عاتقنا وحده، يكفينا ذلاً وإحباطاً أننا نتراكض على الصحف والمراكز البحثية الغربية والوثائق المسربة والحجب لنعرف أنفسنا ولنكتشف ماذا يمكن أن يخطط الغرب لنا!!
المؤامرة شكل من أشكال التخطيط الإنساني للمستقبل وهو حق للجميع، لكن لا يمكنها أن تفسر كيف يكون كل من أميركا والغرب وإسرائيل أعداء لنا ونحن نضع رقابنا طائعين بين أيديهم، فأمر كهذا يستوجب بإلحاح إعادة تعريفنا لمفهوم "العدو".
كما لا يشكل الاستضاءة بنظرية المؤامرة لمعرفة أصل داعش ومن أنشأها أي فرق، طالما أننا مصرون حتى اليوم على عدم رسم حدود واضحة بين الأخ والصديق والشقيق وحتى الحليف..
بعيداً عن كل الموروثات السابقة، وبعيداً عن نظرية المؤامرة بالتحديد، علينا أن نعيد التفكير بكثير من المفاهيم، على رأسها "العدو" و"الحليف"، بعد ذلك لن تشكل نظرية المؤامرة أي فرقٍ يذكر..
وللحديث بقية..
k
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق