2014/11/14

عباس عندما يخدم فلسطين بإخلاص..

ياسر قشلق
(ياسر قشلق)
 كنت أقول لأصدقائي منذ سنوات خلت: إن القضية الفلسطينية تعيش الربع الساعة الأخيرة من عمرها نتيجة استهتار القيادة الفلسطينية والمجسّدة بمحمود عباس بتطلعات الشعب الفلسطيني الحقيقية، وانتهاجه لسياسة
التفاوض إلى ما لا نهاية مهما كان حجم إجرام واستكبار واستهانة العدو الصهيوني بأبسط حقوق الشعب الفلسطيني. لكن ما قام به عباس أخيراً يوحي أن فلسطين ذاتها بوصفها: الوطن والحلم والحق الذي لا يقبل مجرد النقاش حوله.. فلسطين ذاتها بوصفها المبتدأ
والمنتهى وليست مجرد "قضية سياسية" قابلة للأخذ والرد.. فلسطين ذاتها باتت تعيش اللحظات الأخيرة من عمرها وليس الربع ساعة الأخير مع الأسف. بالأمس، أعلن عباس استقالة المفاوضين الفلسطينيين في "محادثات السلام مع إسرائيل احتجاجاً على عدم تحقيق تقدم في المفاوضات"، وبدل أن يتمسك بهذه الخطوة ويعلن تأييده لها كأضعف الإيمان ومن منطلق استفزاز الراعي الأميركي على الأقل ليضغط على حليفه الصهيوني، بدلاً من ذلك أكد عباس أن "هذا لن يؤدي إلى توقف المفاوضات، وأن السلطة الفلسطينية إما ستقنع الوفد بالعدول عن قرار الاستقالة أو تشكل وفداً جديداً"!!! لماذا لا يشكل عباس لجنة مفاوضات لتتفاوض مع المفاوضين حتى يعودوا للتفاوض؟! وبالمرّة، تقوم حماس بتشكيل جناح عسكري لمقاومة المقاومة؟ ألا يشعر من فرضوا أنفسهم قادةً للشعب الفلسطيني للحظة أنهم ثاني أكبر كارثة منيّ بها شعبنا بعد العدو الصهيوني؟ ألم تحن لحظة الصدق التي يخجل بها هؤلاء ويقدمون استقالةً جماعيةً يشرّفون بها مفارقهم التي ضربها المشيب؟ يوم الخميس سربت صحيفة "الأخبار" اللبنانية تعميم داخلي فلسطيني على ورق رسمي معنون بـ"أرشيف ديوان الرئاسة ــ دولة فلسطين ــ مكتب الرئيس"، أرسل باسم الرئيس الفلسطيني إلى أبرز مقار البعثات الفلسطينية في العالم، وذلك – وكما تقول الصحيفة - لإحاطتهم بالدور الذي قامت به "السلطة الفلسطينية" في عملية إطلاق مخطوفي أعزاز اللبنانيين والطيارين التركيين وعدد من المعتقلات السوريات!! طبعاً لا يخفى على أحد أن ما نشرته "الأخبار" مصدره "السلطة الفلسطينية" نفسها، والقصد منه أيضاً لا يخفى على أحد وهو مجرد استعراض واهي لدبلوماسية مصطنعة تدعي السلطة أنها تتمتع بها.. وهنا لا بدّ من التوقف والتساؤل: طالما أن السلطة بارعة إلى هذا الحد بحل قضايا شعوب أخرى، لماذا لا تظهر الحد الأدنى من هذه القدرات خلال التفاوض من أجل قضية شعبها؟! لماذا يظهرون دائماً بهذا المستوى المذل من العجز والضعف وقلّة الحيلة؟!! ورغم كل ما سلف، أقول لنفسي ربما "لا بد مما ليس منه بد"، أعني أن حال "القادة الفلسطينيين" هذه ربما تكون واقع لا بد منه للوصول إلى حالة من الغليان الشعبي ضدها إيذاناً بإنهائها إلى غير رجعة.. وأحسب أن هذا اليوم لم يعد ببعيد فقد بلغ السيل الزبى، ولا يمكن للتاريخ أن يبقى واقفاً على رأسه للأبد، وبهذا فإن عباس يقدم خدماته بإخلاص لفلسطين الوطن والحلم.. والقضية .

ليست هناك تعليقات: