2015/10/20

سننتفض.. وابعثوا لابن خلدون احترامي..!!

ياسر قشلق
(ياسر قشلق)
تصريح كيري بالأمس الذي اعتبر فيه أن "لإسرائيل الحق بالدفاع عن مواطنيها" ضد ما وصفها بـ"أعمال العنف العشوائية" وضع حداً جديداً (ولو أنه حد وقح) لأوهام بعض الأغبياء بأن أمريكا هي راعية السلام بين الاحتلال الصهيوني والفلسطينيين. أمريكا وللمرة الألف، وعلى لسان كيري هذه المرة، غسلت أيديها من حفلة التكاذب السمجة، وأعلنت صراحةً عجزها عن أن تكون إلا راعية للكيان الصهيوني وحده
دون سواه. وإن فشلها بتدجين الشعب الفلسطيني ليآخي ذئب الصهيونية على مر العقود الماضية بات معلناً وعلى رؤوس الأشهاد، وليس أدل على ذلك من انتفاضة عرب الـ48 الثالثة ضد قطعان المستوطنين. ورغم كل هذا يصر بعض العربان على اعتبار أمريكا داعية السلام في العالم!! من العرب من استكان خلال العقد الأخير بأن وجود "إسرائيل" بات أمراً بديهياً وواقعاً لا مناص منه، فسعى بكل ما آتاه الله من نفطٍ وغاز للمساهمة في لعبة أمريكا بترويض الشعب الفلسطيني، خصوصاً فلسطينيو الـ48 على اعتبار أنهم الشريحة الأكثر احتكاكاً بالمستوطنين، ويمكن أن يشكلوا مثالاً للتطبيع يحتذى من باقي الفلسطينيين، وتالياً باقي العرب، فجاءت الانتفاضة الثالثة اليوم، والتي أشعلها جيل الشباب من فلسطينيي الـ48 أنفسهم، لتعلنها بحد السكين باستحالة ترويض شعبٍ ثائرٍ كالشعب الفلسطيني ليتنازل عن حقوقه ومقدساته لكيان مصطنع وغاصب كالكيان الصهيوني..!! الانتفاضة الفلسطينية الثالثة جاءت بمثابة الصرخة بوجه كل العربان المتماهين مع مشروع أمريكا وكيان الاحتلال بأن جرح فلسطين لا زال نديّاً، ولم ولن يندمل إلا بالتحرير والعودة والاستقلال، وكأننا لا زلنا عشية إعلان اغتصاب فلسطين ليس إلا، وما الاستكانة التي خدع بها العربان خلال العقد الأخير إلا شهر عسل مر وانقضى، أو هو الهدوء قبل العاصفة التي ستعلن بأن كل ما فينا تغير: مفاهيمنا، مبادئنا، جغرافيتنا، وحتى تاريخنا تغير، ونحن اليوم أمام جيلٍ جديد لن ينس الحقوق ولن يدفن ذاكرة الكبار. جيل الانتفاضة الفلسطينية الثالثة سيكنس إلى "مزبلة التاريخ" كل واقعنا المزري ومفاهيمنا المهترئة، سيمزق شعاراتنا الركيكة التي شربنا حليبها الفاسد منذ نعومة أظفارنا، مبادئنا السخيفة سيلقيها خلف ظهره ويمضي بدءاً من: "فلسطين قضية العرب المركزية" وانتهاءً بـ"الحل العادل والشامل"، جيل الانتفاضة لن يلقي بالاً لكذبة "الأمة العربية الواحدة"، ولا لوهم "الأمة الإسلامية"، جيل الانتفاضة على يقين بأن "كأس الأمة" لا يحوي وطناً بل سمّاً زؤاماً، الشرب منه يبدد الحقوق ويمزق الأحشاء. رحم الله درويشنا: لسنا أمّةً، وابعث لابن خلدون احترامي..!!

ليست هناك تعليقات: