2016/12/13

ياسر قشلق : منعطف وخطاب وعـــار ...؟

ياسر قشلق
(ياسر قشلق)
مؤتمر فتح السابع منعطف تاريخي هام في عمر القضية الفلسطينية،  فقد انتصر المؤتمرون على المؤامرة التي يقف خلفها الـــ" لا أحد"، واتجهوا مباشرة نحو المنعطف, لكن القضية بحد ذاتها حملت كلا ابنيها ( المقاومة والنضال ) و نزلت قبل دخول المنعطف بقليل متذرعةٍ بمغصٍ طارئ في ضميرها، بينما أكملت فتح المشوار وحيدةً لتصل إلى الضفة الأخرى بمجلس إحفوريات وطنية جداً , وطنية لكنها منقرضة أو توشك على ذلك.
قبل وخلال المؤتمر انتظرنا وعداً بإعلانٍ ما هام، هام جدا لدرجة أنه سيقلب الطاولة على الجميع، هكذا وعدنا، " إعلان تاريخي " في " مكان تاريخي " ليكون بمثابة "خطاب تاريخي ".
وانقضى المؤتمر ... ولم نسمع الإعلان التاريخي الموعود؟؟؟ أصبح المنعطف التاريخي خلفنا ، وكأننا ما دخلناه ؟؟ أصبح التاريخ كله خلفنا و كأننا لم نكون , ولا زال هناك من يفرك يداه حبوراً بالانتصار على المؤامرة منتظراً أن يكشف الإعلان التاريخي الحقيقة والمجهول, ونحن الذين فاتتنا الحقيقة قبل المؤتمر و بعده , ولم نجرؤ يوماً على طرق باب المجهول .

هاجم المؤتمر أعداؤه, أبناء القضية وأخوة السلاح, وعدونا يرقب من أعلى التل و يصفق بحرارة للإخوة الأعداء تصفيقاً يليق بضياعنا, ويؤكد لهم بأن الفتنة نائمة رحم الله من يوقظها حتى لا تتأخر عن موعد تفجيرنا النهائي .
لا شيء سيتغير في المشهد, نكبتنا على حالها, ومخيماتنا ترتفع حولها الأسوار، والعرب يزدد حبهم لنا يومياً, و"اسرائيل" لا شيء يزعجها، لا خلافاتنا و لا مصالحاتنا, لا مقاومتنا الذكية و لا حكوماتنا الغبية, و لا سلاحنا ولا حربنا، لا شيء يزعجها و لا حتى عبارة طبشور على متراس مهجور .
" اسرائيل " باقية وتتمدد كما كانت منذ أن أوجدت, لكن الفرق هذه المرة أنها تتمدد بالضحك و السخرية .
ليس علينا أن نقلق كثيراً، فلدينا كل شيء على أية حال, دولة, علم , مجلس نواب, حكومة, وزراء, سفراء, صندوق قومي و آخر إسلامي ,قوارب صيد , حتى سجون للرأي والرأي الآخر لدينا... فلماذا القلق ؟؟
بكلماتٍ أخرى، انتهى مؤتمر فتح ومن أعظم منجزاته بأن جيلاً كاملاً من الشباب جرى تهميشه مرة أخرى، انتهى المؤتمر و خرج بقادة عجزة, تنتظرهم سيارات الإسعاف على أبواب نضالهم الوهمي حتى لا يقضي تاريخهم بنوبة قلبية .
جيلٌ بأكمله همّش، ما يعني أن فتح و سواها بحاجة فقط للشباب للشهادة والمتاجرة, هي بحاجة لصور الشباب المسجّى على تابوت المصالح, بحاجة لبكاء أمهاتهم, ولعجز آبائهم، و لقُبل أولادهم اليتامى عند كل منعطفٍ تاريخي، أو ليسوا قادة ؟؟ أو ليسوا قادرين على هزيمة المؤامرات و عقد مؤتمراتهم ؟؟ أو لسنا نحن من يستمع لخطاباتهم التاريخية طوال ثمان و ستين سنة و نصفق لها بحرارة ؟؟ أو لسنا نحن من يعلم أن كل ما نسمعه كذب لكننا نصدقه رغم ذلك ؟؟
" اخدعني مرة عار عليك, اخدعني مرتين عار علي َّ , فكيف و نحن مخدوعين على مر السنين ".

ليست هناك تعليقات: