اولويات الأمة ..

ياسرقشلق

(ياسر قشلق)
بوضوح ومن غير مقدمات نقول لشبابنا الفلسطيني ومن خلاله لشبابنا في سورية والعالم لن يستطيع احد تغيير اولويات الامة ومساراتها , لن يستطيع احد القفز فوق حقائق الصراع في المنطقة ولن ينجح احد في استبدال هذا الصراع , منذ البداية نبهنا ورفعنا الصوت عاليا وقلنا ان ما يجري في سورية يرتبط بمشروع تديره اسرائيل والولايات المتحدة الامريكية لاستبدال الصراع العربي الاسرائيلي بالصراع العربي الفارسي وهذا الامر – من وجهة نظر من يقف خلفه -  يضرب اساسات وقواعد القوى الحاضنة للمقاومة وهذا الاستبدال المبرمج بدأ التحضير له  في بيروت انطلاقا من استغلال جريمة اغتيال الحريري وضخ اللغة الطائفية البغيضة لاشعال الفتنة بين المسلمين السنة و المسلمين الشيعة وقد تجلى ذلك بشكل فاقع في محاولة شيطنة الدور السوري الايراني الداعم للمقاومة بالمعنى الشامل للكلمة وشيطنة المقاومة وتشويه صورتها وانجازاتها التي اعترف بها العدو وانكرها بعض الاشقاء من عرب الحجاز ومشيخات الخليج البائسة الذين حركوا طواحين الكذب في مؤسساتهم الاعلامية لاستبدال العدو ومنحه صك البراءة من كل الجرائم والفظاعات التي اقترفها بحقنا وعلى مدار عشرات السنين ..



 ومع ان الحرب المدمرة التي شنتها اسرائيل في تموز العام 2006 قدمت كل البراهين على ان الجبهة الحقيقة للقتال هي ضد اسرائيل وليست ضد من يدعم حقوقنا في تحرير ارضنا المحتلة  في فلسطين والجولان وماتبقى من جنوب لبنان ..الا ان عربان الخليج بل غربان الخليج  كشفوا وعبر ادواتهم وصحفهم وكتابهم المستأجرين  الاوباش ومالهم القذر .. كشفوا عن دورهم الحقيقي ووظيفتهم الوضيعة التي تتلخص بعبارة واحدة وهي ( حماية اسرائيل ) وهذه الوظيفة لاتتم الا بطريقة واحدة وهي تحويل اسرائيل من عدو قاتل محتل فاشي ارهابي الى صديق يرعى ويشارك في السر والعلن في الحرب المفتعلة ضد المقاومة وعمقها الاستراتيجي في سورية ولبنان والعراق وايران , في الحرب المفتعلة بين المسلمين والمسلمين , في الحرب المفتعلة ضد من مد المقاومة بالدعم المادي والمعنوي , وكما كان مبارك المباع امريكيا في سوق النخاسة بعد استعماله يقول دائما ( احنا بتوع اسرائيل .. انتم بتوع مين ) يكرر امراء الزهايمر وشيوخ الغباء في ممالك النفط والقار الاسود السقوط ذاته في الحفرة ذاتها وهم سعداء باسمين يصرخون عبر قنواتهم الفاجرة  ( نحن بتوع اسرائيل ولا عدو لنا سوى ايران , وكي ننال من ايران لابد من تدمير حليفتها سوريا وشيطنة قيادتها وتشويه صورتها وردها الى العصور الحجرية ) لكن وكما خاب ظنهم في تموز 2006على يد المقاومة خاب ظنهم اليوم وتهشمت شهواتهم على اسوار دمشق المحصنة بارادة الشعب السوري العظيم الواعي الذي اظهر قوة ومناعة اثارت اعجاب العالم في الشرق والغرب والجنوب والشمال , فيا ايها الملوك والامراء والمشايخ المهزومين سلفا على الارض وفي السماء لن نسمح لكم بتضليل الامة ولن تنجحوا في تحويل العدو الى صديق والصديق الى عدو ..كل نقطة دم تسببتم في سفكها في سورية هي لاخفاء جرائم اسرائيل , كل رصاصة اطلقت بسببكم فوق الارض السورية انما اطلقت لحماية اسرائيل وكل ادعاء غير ذلك باطل , الصراع في هذه المنطقة صراع ضد وجود اسرائيل  , الصراع من اجل فلسطين  كل فلسطين  وما عدا ذلك ليس سوى افتعال رخيص وبائس لن ينجح ابدا ..  فلسطين هي البوصلة , فلسطين هي الهدف  .. هي المبتدأ وهي الخبر ..  فلسطين حرة وان طال الزمان  وهي حرة لاننا احرار .